تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية]

ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 08:16 م]ـ

[أحكام العطاس وآدابه في الشريعة الإسلامية]

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

فإن التأسي بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طريق لفلاح المؤمن , وسعادته في الدنيا والآخرة , والله –عز و جل- يقول في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21

قال القرطبي (التفسير:8/ 149): (الأسوة القدوة , والأسوة مايتأسى به ,أي يتعزى به ,فيقتدى به في جميع أفعاله , ويتعزى به في جميع أحواله.) ا. هـ.

وقال ابن كثير (تفسيره:3/ 483): (هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله, وأفعاله, وأحواله.) ا. هـ.

وما أحوج الأمة, في هذه الأزمنة المتأخرة , أن تتأسى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن تسير على سنته , تقتفي أثره, وتسلك دربه ,وتهتدي بهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ

ورحم الله الإمام مالك بن أنس حيث قال في كلمته المشهورة: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلابما صلح به أولها).

وإن من صلاح أولها ما حدثنا به التاريخ من تأسيهم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأمور الجبلية فضلاً عن غيرها.

ومن ذلك ماجاء عند أحمد عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الدباء)) (1)

وفي المتفق عليه: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتتبع الدباء من حوالي القصعة , فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ) (2)

وفي رواية مسلم يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ: (فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلاصُنع).

قال الحافظ ابن حجر (الفتح: 9/ 536): (وفيه فضيلة ظاهرة لأنس لاقتفائه أثر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأشياء الجبلية)

وهكذا ينبغي لآخر هذه الأمة أن تكون متأسية به ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما كان أولئك الأوائل.

وحتى نحقق شيئاً من هذا, أضع بين يديك ـ أخي الكريم ـ أدباً من آدابه النبوية , وخلقاً من أخلاقه المهدية , وهو أدب العطاس , جمعت فيه ماتيسر لي من أحكامه, وآدابه ,

ولا أدعي الكمال في هذا الجمع , فهو عمل بشري معرض للخطأ ,والزلل, والنسيان والخلل, ولكن:

وإن تجد عيبًا فسد الخللا فجل من لاعيب فيه وعلا

سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يرزقني الإخلاص في جميع أقوالي, وأفعالي ,ويجعلها ذخراُ لي يوم لقاه , وسبباً لنيل رضاه , وأن يتقبلها مني بقبول حسن.

اللهم آمين

والحمد لله رب العالمين , و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتبه / أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد بن سعيد بن علي المقطري

اليمن ـ تعز15رجب1430هـ

تعريف العطاس

تعريفه لغة:-

في القاموس المحيط: (ص:516) قال: (عطس ويعطس عطساً وعُطاساً أتته العطسة، وعطسه غيره تعطيساً، والصبح: انفلق وفلان مات ,والعاطوس: مايعطس منه، ودابة يتشاءم بها).

وفي مختار الصحاح (ص: 233): (العطاس بالضم من العطسة, وقد عطس يعطس بضم الطاء وكسرها, وربما قالوا: عطس الصبح إذا انفلق , والمعطس بوزن المجلس أنف وربما جاء بفتح الطاء).

تعريفه اصطلاحا: زفير مفاجئ قوي ,يخرج عن طريق قصبة الأنف، دون إرادة الشخص، وينشأ نتيجة لتهيج الغشاء المخاطي للأنف، أو يخرج مرضاً كما يحدث في الزكام، وانحباسه يحدث خمولاً في الجسم، أما خروجه فيحس العاطس بعده بخفة في بدنه. (1)

وقال ابن القيم (مفتاح دار السعادة ص: 618): (والعطاس ريح مختنقة تخرج, وتفتح السد من الكبد ,وهو دليل جيد للمريض مؤذن بانفراج بعض علته, وفي بعض الأمراض يستعمل مايعطس العليل ,ويجعل نوعا من العلاج ومعينا عليه).

الذكر بعد العطاس

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله) رواه البخاري (1)

وقد نقل ابن حجر في الفتح (10/ 600): (عن ابن بطال وغيره عن طائفة أنه لا يزيد على الحمد لله لهذا الحديث).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير