[سبب تأخر تصنيف المؤلفات في المذهب المالكي]
ـ[الشيشاني]ــــــــ[19 - 03 - 10, 04:17 م]ـ
فائدة: من كتاب التأصيل للشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله تعالى - قال: (ص 21 حاشية 31)
"إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي و المتوفى سنة179هـ - رحمه الله تعالى – رأس المتقنين، وكبير المتثبتين. ومن العجيب في شأن مذهب هذا الإمام الجليل، أنه لم يؤلف في مذهبه كتاب مختصر في وقت مبكر، حتى ألَّف خليل المتوفى سنة 776هـ رحمه الله تعالى ((مختصره)) وما زلتُ متطلبا السبب حتى وجدته في: ((شرح الإحياء)) للزبيدي: (1/ 281) فليقف الراغب على قراءته".
وبمراجعة الموضع المشار إليه، قال العلامة الزبيدي - رحمه الله تعالى - معلقا على قول الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -: (وتساهلوا في الخلاف مع مالك): "لأن أكثر مقلدي مذهبه مغاربة، وهم أهل بادية، فلذلك لم يصنفوا فيه كتبا إلا ما كان من المتأخرين منهم".
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 03 - 10, 12:04 م]ـ
الحمد لله
هذا الكلام يفتقر إلى تدقيق.
فإن كان المقصود مطلق التأليف في المذهب، فهو لم ينقطع من لدن الإمام نفسه إلى عصرنا هذا.
وكتب تلامذة الإمام مالك، وتلاميذ تلاميذه، فمن بعدهم لا يأتي عليها الحصر. فأين التأخر المدعى؟
وإن كان المقصود تأليف المختصرات - وهو ظاهر كلام الشيخ بكر رحمه الله - فهذا ليس خاصا بفقه المالكية، بل هي ظاهرة عامة في العلوم الشرعية كلها. فمؤلفات القرون الأولى كانت مبسوطة مفصلة. وما ظهر الاختصار وانتشر إلا في القرون المتأخرة.
على أنه وجدت قبل مختصر خليل مختصرات فقهية أشهرها: رسالة ابن أبي زيد، ومختصر ابن الحاجب. فلا أولية إلا باعتبار شدة الاختصار وكثرة المسائل.
والله أعلم.
ـ[الشيشاني]ــــــــ[22 - 03 - 10, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك، الشيخ عصام البشير.
وهذا أحد الأسباب التي من أجلها أحب هذا الملتقى، أعني التدقيق والنقد العلمي المتزن والمناقشة، وجمع ما ورد وقيل في الموضوع، الخ.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[22 - 03 - 10, 09:02 م]ـ
وبمراجعة الموضع المشار إليه، قال العلامة الزبيدي - رحمه الله تعالى - معلقا على قول الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -: (وتساهلوا في الخلاف مع مالك): "لأن أكثر مقلدي مذهبه مغاربة، وهم أهل بادية، فلذلك لم يصنفوا فيه كتبا إلا ما كان من المتأخرين منهم".
هذا كلام غير مقبول البتة ويدل على جهل بالمذهب وبأعلامه فاول مختصر كان بعد الامام بما يقرب من خمسين سنة وهي مختصرات ابن عبد الحكم التي اعتمد ائمتنا العراقيون وعليها الفتوى والتدريس عندهم والصغير من المختصرات فيه اكثر من عشرة الالاف مسالة على ما اذكر ثم مختصر المختصر ثم مختصر الوقار ثم مختصر الجلاب ثم التلقين ثم تتوالى المختصرات بالكثرة
فقائل هذا جاهل بالمذهب ولا عبرة بقوله هذا
ولعلنا نحرر المسالة في وقت اخر
ـ[علي بن عبد القادر]ــــــــ[23 - 03 - 10, 04:37 م]ـ
فقائل هذا جاهل بالمذهب ولا عبرة بقوله هذا
صدقت ... ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ...
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[23 - 03 - 10, 06:21 م]ـ
لإته لمن المؤسف جدا تطاول بعض المنتسبين الى العلم على المذهب وإمامه و كبار أتباعه وبخاصة من يصرح بانه ينتمي الى مذهب السلف، ولا اعد هذا منهم الا جهلا باصول المذاهب وقلة البضاعة في اصول الفقه ومسائل الخلاف
والاغرب منه سكوت المالكيين في المنتديات على الهجمات الشنيعة التي يقترفها بعض المنتسبين الى العلم، ولعل هذا خوفا من الدخول في متاهات عقيمة من الجدال مع من لايفهم اصول المذاهب ولا يذهب الى مراعاة بعض الخلاف جريا على فهمهم القاصر للنصوص التي يعدونها صحيح السنة فقط
وفقك الله وشكر لك ردك هاهنا
ـ[الشيشاني]ــــــــ[23 - 03 - 10, 06:43 م]ـ
مهلا أيها الشيخان! خففا لهجتكما وحدَّتكما، وإن تكلمتما فالتزما الأدب مع العلماء.
ما أجمل جواب الشيخ عصام البشير حيث قال "يفتقر إلى تدقيق" بدلا من القول "بالجهالة"، واتهام الإمامين الجليلين بالتكلم في غير فنهما.
لا أحد يريد انتقاص المذهب، فلا مكان هنا لهذه الحساسية التي قد تفضي إلى التعصب.
والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته!
ـ[مصطفى الشكيري المالكي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 03:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي في كتابه القيم الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ما يلي:
"أبو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ابن أعين بن الليث المصري مولى امرأة من موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أخرج له النسائي وسمع من مالك, والليث, وعبد الرزاق, والقعنبي, وابن عيينة, وغيرهم, وروى عنه ابن حبيب, وأحمد بن صالح, وابن نمير, وابن المواز, وغيرهم.
كان فقيها صدوقا, عارفا بمذهب مالك, عاقلا حليما, تفرد برئاسة مصر بعد أشهب, وقد نبه بيته بمصر, وبلغوا مجدا لم يبلغه أحد وكان صديقا للشافعي, ونزل عليه لما ورد مصر, ومات بداره ودفن في مقبرته, وقد بالغ في بره وإكرامه.
وله {المختصر الكبير} اختصر فيه كتب أشهب, وفيه ثماني عشرة ألف مسألة.
وله {الأوسط} ويروى عنه أوسطان: أحدهما: من رواية ابنه محمد وسعيد بن حسان, والثاني: من رواية القراطيسي فيه زيادة الآثار على الأول وفي الأوسط أربعة آلاف مسألة.
وله {المختصر الصغير} قصره على علم الموطأ فيه ألف مسألة ومائتان.
فمن هذا التاريخ بدأت فكرة الاختصار, وظهر الملل وكلل في القرائح بسبب كثرة الفقه التقديري, وله كتب أخرى.
توفي سنة (214) أربع عشرة ومائتين عن ستين سنة".اهـ