تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان سيدنا الحماني، في جانب عظيم من الآباء والحماسة وقوة القلب، ورباطة الجاش، وصراحة اللهجة، والجرأة على مناوئيه. كل ذلك وراثة من سلفه الطاهر وبيته الرفيع، قال المسعودي: لما دخل الحسن بن إسماعيل الكوفة وهو صاحب الجيش الذي لقي يحيى بن عمر (الشهيد سنة 250) قعد على سلامه ولم يمض إليه ولم يختلف عن سلامه أحد من آل علي بن أبي طالب الهاشميين، وكان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالكوفة (إلى أن قال): فتفقده الحسن بن إسماعيل وسأل عنه وبعث بجماعة فأحضروه فأنكر الحسن تخلفه فأجابه علي بن محمد بجواب مستقتل آيس من الحياة فقال: أردت أن آتيك مهنا بالفتح وداعيا بالظفر. وأنشد شعرا لا يقوم على مثله من يرغب في الحياة:

قتلت أعز من ركب المطايا= وجئتك أستلينك في الكلام

وعز علي أن ألقاك إلا =وفيما بيننا حد الحسام

ولكن الجناح إذا أهيضت =قوادمه يرف على الأكام

فقال له الحسن بن إسماعيل: أنت موتور فلست أنكر ما كان منك. وخلع عليه وحمله إلى منزله (2)

حبسه أبو أحمد الموفق بالله المتوفى 278 مرتين مرة لكفالته بعض أهله. ومرة لسعاية عليه من أنه يريد الخروج على الخليفة فكتب إليه من الحبس:

قد كان جدك عبد الله خير أب= لابني علي حسين الخير والحسن

فالكف يوهن منها كل أنملة = ما كان من أختها الأخرى من الوهن

فلما وصل إليه الشعر كفل وخلى سبيله، فلقيه أبو علي وقال له: قد عدت إلى وطنك الذي تلذه، وإخوانك الذين تحبهم. فقال: يا أبا علي؟ ذهب الأتراب والشباب والأصحاب وأنشد:

هبني بقيت على الأيام والأبد=ونلت ما شيء ت من مال ومن ولد

من لي برؤية من قد كنت آلفه=وبالشباب الذي ولى ولم يعد

لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم = حتى تفرق بين الروح والجسد (3)

ثم يسوق نماذج شعره وأخباره ....

والذي يهمنا الآن ماذكره في نهاية ترجمته، عن:

ولادته ووفاته:

لم نقف على تاريخ ولادة المترجم سيدنا (الحماني) غير أن المستفاد من وفاته سنة 301، ووفاة والده سنة ست بعد المأتين في خلافة المعتمد كما في (معروج الذهب) 2 ص 413: هو أن السيد كان من المعمرين أدرك القرن الثالث من أوله إلى آخره.

وأما وفاته فقد اختلف في تاريخها قال النسابة العمري في (المجدي) ما ملخصه: ذكر شيخنا أبو الحسن بن جعفر: إن الحماني مات سنة 270 بعد مخرجه من المحبس، وقال ابن حبيب صاحب التاريخ في اللوامع: إنه مات سنة 301. وهذا هو الصحيح. ا ه‍.

وقال ابن الأثير في الكامل 7 ص 90: إنه توفي سنة 260 والله أعلم.

ونحن نرى الصحيح ما صححه النسابة صاحب (المجدي) لمكان أبياته المذكورة في بني طاهر ابن مصعب بعد ما حكم عليهم الدهر، وانقرضت حكومتهم بعد موت آخر رئيسهم عبيد الله بن عبد الله بن طاهر المتوفى في الثاني عشر من شوال سنة 300، فشعره فيهم يقتضي بقائه إلى هذا التاريخ 301.

ولسيدنا المترجم ذرية كريمة وأحفاد علماء أئمة أعلام، فيهم من هو في الطليعة من الشعراء والأدباء والخطباء، وإليه ينتهي نسب الأسرة الشهيرة (القزوينية)

العريقة في العلم والفضل والأدب النازلين في مدن العراق، كما أن له آباء أعلام نالوا سنام المجد وذروة الشرف، فمن أولئك جده الأعلى زيد الشهيد، ويهمنا الآن بيان مجمل اعتقاد الشيعة فيه لإماطة الستر عما هناك من الجنايات المخبئة، والنسب المختلقة.


1 ـ معجم البلدان 3 ص 335، اللباب 1 ص 316.

2 ـ مروج الذهب 2 ص 323، وفي طبعة 414، أنوار الربيع ص 481.

3 ـ مروج الذهب 2 ص 322 وفي طبعة 411.)).

ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:57 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم

(فما في بعض المعاجم ضبطه بالمعجمة تصحيف.)
وكذا وقع في بعض النسخ والكتب
(الخماني) بدل الحماني وهو تصحيف
وهو خطأ من أخطاء الطباعة ولا شك

ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:01 ص]ـ
الصواب أن وفاة والده سنة 260

وأما وفاته 301

وبهذا يستقيم

وأما قوله
(ووفاة والده سنة ست بعد المأتين في خلافة المعتمد كما في (معروج الذهب) 2 ص 413)
فخطأ لأن المعتمد ولد 229

ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:11 ص]ـ
وهذا أيضا خطأ

لأن في مروج الذهب
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير