تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القرآن ونحوه وصرفه وأسلوبه هي دراسة عالية لطبقة خاصة، وأن الأدب العربي القديم من شأن خاصة المتأدبين لا عامتهم، وهذه الخاصة تستطيع أن تدرسه كما يدرس طلاب الأدب في الجامعات الراقية أدَبَيِ اليونان واللاتين [20] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2111#_ftn20)، وحاول بعض أعداء العربية أن يدعموا مزاعمهم على قرائهم بالأسماء الرنانة، وباسم الوطنية والشعبية، مثل ما فعل سلامة موسى حين قال [21] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2111#_ftn21):

" والتأفف من اللغة الفصحى التي نكتب بها ليس حديثًا، إذ يرجع إلى ما قبل ثلاثين سنة، حين نعى قاسم أمين على اللغة الفصحى صعوبتها، وقال كلمته المشهورة "إن الأوروبي يقرأ لكي يفهم، أما نحن فنفهم لكي نقرأ"؛ أو ما معناه ذلك وقد اقترح أن يلغى الإعراب، فنسكن أواخر الكلمات كما يفعل الأتراك، وقام على أثره منشئ الوطنية الحديثة أحمد لطفي السيد، فأشار باستعمال العامية، أي لغة العامة، ولكن هؤلاء العامة الذين انتصر للغتهم كانوا من سوء القدر لأنفسهم، بحيث تألبوا عليه، وجازوه جزاء لا يأتي إلا من العامة الذين لا يدرون مصالحهم، وفي العام الماضي حدثت في سوريا مثل هذه الحركة، فألف فاضل رسالتين دعا فيهما إلى اصطناع العامية السورية بدلاً من اللغة الفصحى، واستند في دعوته إلى أن اللغة العامية أوفى تعبيرًا وأدق معانيَ، وأحلى ألفاظًا من اللغة الفصحى، وأنها لذلك يجب إيثارها على اللغة الفصحى، وقد هبت الصحف السورية والفلسطينية حتى العراقية، تقبح رأيه وتنسبه إلى ضعف الحمية الوطنية مع أن المنطق أحرى أن ينسبه إلى قوة هذه الحمية، التي غلبته حتى أخرجته من شيوعية القومية العربية، حتى حصرته في حدود الوطنية السورية".

وقد أبطل المدافعون عن العربية كل مزاعم خصومها فأبرز خليل اليازجي في رده على اقتراح المقتطف سنة 1881 نقطتين: أولاهما هي أن اتخاذ العامية لغة للكتابة (فيه هَدْم بناية التّصانيف العربية بأسرها، وإضاعة كثير من أتعاب المتقدمين، ثم تكلف مثلها في المستقبل)، وأما النقطة الأخرى فهي أن عامة الناس وجهالهم يفهمون العربية الفصيحة ويتذوقونها، على غير ما يدعيه خصوم العربية، (وكفانا من أمثلة ذلك ما يراه كل منا ويسمع به من ليالٍ تحيا حتى مطلع الفجر في قراءة الحكايات العربية، من نحو قصص عنترة، وكتاب ألف ليلة وليلة، وبعض الروايات المترجمة عن الإفرنجية، وكلها فصيحة العبارة، بمعنى أنها ليست من لغة العامة في شيء، إلا ما هو من سقط الكتاب في بعضها، ومع ذلك فهي مفهومة من سامعيها، ولو كانوا من أجهل العامة، يتهافتون على سماعها ويحفظونها ويتناقلون وقائعها على ما هو مشهور، وذلك أن لغة العامة لا تباين الفصيح في غالب الأمر إلا من جهة الإعراب، وهو لا يقف في طريق المفهوم، وما لا يفهمونه من الغريب أو مما هو غريب بالنسبة إليهم، فلأكثره مرادفات من لسانهم من نفس الفصيح، وإذا اضطر الكاتب أحيانًا إلى إدراج شيء من ذلك الغريب في كلامه يمكن أن يبين بالقرينة أو بتفسيره عطفًا أو اعتراضًا، وهو على كل حال قليل) [22] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2111#_ftn22).

وأبرز "الهلال" في رده على أحد قرائه سنة 1902 النقط التالية:

1 – أن المسلمين لا يستغنون عن الفصحى؛ لمطالعة القرآن والحديث وسائر كتب الدين.

2 – أن اللغة العربية ليست غريبة على أفهام العامة، إلا إذا أريد التقعر واستخدام الألفاظ الغريبة، أما لغة الإنشاء العصرية فهي شائعة في الصحف والمجلات، يفهمها الخاص والعام.

3 – أنه لا يجوز قياس العربية على اللاتينية؛ لأن الفرق بين اللاتينية وفروعها أبعد كثيرًا من الفرق بين العربية الفصحى وفروعها العامية؛ فالعامي الإنجليزي والفرنسي مثلاً ينظر إلى اللاتينية نظره إلى لغة غريبة، أما العامي العربي فإنه يفهم اللغة العربية الفصحى، وإذا فاته فهم بعض الألفاظ فإن المعنى الإجمالي يندر أن يفوته [23] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2111#_ftn23).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير