تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما فريد وجدي فَهُوَ يُسَلِّمُ بأنَّ الكتابة العربية تحتاج إلى تعديل يحفظ قُرَّاءَها من أن يذهب كُلُّ قارئٍ مِنْهُم مذهبًا خاصًّا به في قِراءة كلماتِها، وهو يُبيِّنُ صعوبةَ الشكل على عمال المطابع وما يستنفد من جهدهم وجهد المُصحِّحين، والكاتب لا يدعو صراحة للأخذ بالحروف اللاتينية، ولكنه لا يعارضُها في الوقت نفسها، ويُحسُّ قارئ إجابته أنَّ الخوف من الناس وحده هو الذي يمنعه من الجهر به.

وكتب طاهر أحمد الطناحي مقالاً عنوانه "هل يمكن إصلاح الحروف العربية؟ [29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2111#_ftn29)، عرض فيه الأصول الأولى للكتابة، التي انتهتْ إلى أنْ نُقِلَ عنها الخط العربي، فقال إنه منقول عن السوريانية والنبطية، عن الآرامية، عن الفينيقية، عن الديموطيقية (وهو الخط الذي كان يستعمله عامة المصريين القدماء) عن الهيراطيقية (وهو خط الخاصة) عن الهيروغليفية القديمة، ثم تكلم عن التجويد والتحسين والتَّجميل الذي أدخله عليه كبار الخطاطين منذ (قطبة) في العصر الأموي ثُمَّ (ابن مقلة)، ثم (علي بن هلال) إلى ياقوت الرومي المستعصمي المتوفى سنة 698 هـ، ثم تكلَّم عن شكل الحروف بعد أن اختلط العرب بالعجم فكثر اللحن، ثم قال: (وقد انتشرتِ الحُرُوف العربيَّة بانتشار الحضارة الإسلامية، وكُتِبَتْ بِها اللغات التركية والفارسية والأردية والأفغانيَّة والكُرْدِيَّة والتَّتَرِيَّة والمغوليَّة والبربرِيَّة والسُّودانيَّة والزِّنْجِيَّة والساحلية، كما كُتِبَتْ بِها لغة أهل الملايو وغيرهم ممن يبلغون نحو 250 مليونًا، ما عدا نحو تسعين مليونًا يكتبون اللغة العربية بالخط العربي، وإذا استَثْنَيْنا أتراك الأناضول الذين استخدموا الحروف اللاتينية بدل الحروف العربية الآن، بَقِيَ عندنا هذه الأمم الكثيرة التي تكتب بالحروف العربية الحالية منذ نَحْوِ ألف سنة، وقد دونت بها آدابها وعلومها وفنونها)، ثم يتساءل الكاتب (فهل يمكن إصلاح الحروف العربية بعد هذا التطور الذي انتهت إليه بالحضارة الإسلامية؟ لقد رأيت كيف اشتقت هذه الحروف وكيف تطوَّرت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وقد كتبت بها العلوم والآداب وسائر الفنون في الأمة العربية وفي تلك الأمم التي انتشرت فيها الحضارة الإسلامية منذ ذلك التاريخ).

ويعرض الكاتب المحاولات التي اقترحت لإصلاح الخط العربي، وأولها اقتراح أحمد لطفي السيد سنة 1899 بالدلالة بِالحروف على الحركات فتكتب ضَرَبَ (ضارابا)، وبإثبات التنوين ورسمه بالكتابة فتكتب سَعْدٌ هكذا: (ساعدون) بالرفع، و (ساعدان) بالنصب، و (ساعدين) بالجر، وبفك الإدغام فتكتب مُحَمَّدٌ هكذا: (موحاممادون) في الرفع، و (موحاممادان) في النصب، و (موحاممادين) في الجر، ثم يتكلَّم عنِ اقتراح الراهب أنستاس الكرملي الذي أعلنه حين كان في مصر سنة 1932، والذي يقول إنه فكر فيه سنة 1914 وهو قريب من اقتراح أحمد لطفي السيد مع تعديل طفيف، ثم يتكلم عن الجهود التي بذلت والتي تبذل الآن لاختراع حروف جديدة أخرى، أوِ استخدام الحروف اللاتينية بدلها على نحو ما فعل الأتراك، ويدلِّل الكاتب بعد ذلك على عقم كل هذه المقترحات وفسادها، ثم يختتم المقال بالرد على اقتراح الحروف اللاتينية الذي أثاره وقتذاك عبدالعزيز فهمي:

"كذلك يقول الذين يَميلون إلى تغيير الحروف العربية واستخدام الحروف اللاتينية بدلها، وفاتهم ما قدمناه في هذا الفصل من أن الآداب والعلوم العربية كتبت منذ نحو ألف سنة أو تزيد بهذه الحروف، وليس من السهل إعادة طبْعِها كلِّها بالحروف اللاتينية، سواء أكان في الأمة المصرية وحدها أم في سائر الأمم التي كتبت آدابها وعلومها بالحروف العربية، والتي يبلغ عددها نحو ثلاثمائة مليون".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير