تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وله مؤلَّفات حسان، منها كتاب (إصلاح المنطق)، وكتاب (المقصور والممدود)، وكتاب (التأنيث والتذكير)، وكتاب (القلب والإبدال)، وكتاب في (معاني الشعر). روى لنا أبو الفضل المنذريُّ هذه الكتبَ، إلاّ ما فاته منها، عن أبي شُعيب الحَرَّاني عن يعقوب.

قلت: وقد حُمِل إلينا كتابٌ كبير في (الألفاظ) مقدار ثلاثين جلداً ونُسِب إلى ابن السكيت، فسألت المنذريّ عنه فلم يَعرفْه، وإلى اليوم لم أقف على مؤلف الكتاب على الصحَّة. وقرأت هذا الكتابَ وأعلمتُ منه على حروف شككتُ فيها ولم أعرفْها، فجاريتُ فيها رجلاً من أهل الثَّبَت فعرفَ بعضَها وأنكر بعضَها، ثم وجدتُ أكثر تلك الحروف في كتاب (الياقوتة) لأبي عُمر. فما ذكرتُ في كتابي هذا لابن السكيت من كتاب (الألفاظ) فسبيله ما وصفْتُه، وهو غير مسموعٍ فاعلمْه.

*- ومن هذه الطبقة: أبو سعيد البغدادي الضرير:. وكان طاهر بن عبد الله استقدَمه من بغداد، فأقام بنيسابور وأملى بها كتباً في معاني الشعر والنوادر، وردَّ على أبي عبيد حروفاً كثيرة من كتاب (غريب الحديث). وكان لقي ابن الأعرابي وأبا عمرو الشيبانيّ. وحفظ عن الأعراب نكتاً كثيرة. وقدم عليه القتيبيُّ فأخذ عنه. وكان شِمر وأبو الهيثم يوثِّقانه ويثنيان عليه، وكان بينه وبين أبي الهيثم فضلُ مودّةٍ. وبلغني أنه قال: يؤذيني أبو الهيثم في الحسين بن الفضل وهو لي صديق.

فما وقع في كتابي هذا لأبي سعيد فهو مما وجدته لِشمر بخطِّه في مؤلَّفاته.

*- ومن هذه الطبقة: أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانىء النيسابوري قلت وله كتابٌ كبير يُوفيِ على ألفي ورقة في (نوادر العرب وغرائب ألفاظها)، وفي (المعاني والأمثال). وكان شِمر سمع منه بعضَ هذا الكتاب وفرّقه في كتبه التي صنّفها بخطه. وحُمِل إلينا منه أجزاء مجلدة بسوادٍ بخطَ متقَن مضبوط. فما وقع في كتابي لابن هانىء فهو من هذه الجهة.

*- ويتلو هذه الطبقة أبو عمرو شِمْر بن حَمْدُويه الهرَويّ: وكانت له عناية صادقة بهذا الشأن، رحل إلى العراق في عنفوان شبابه فكتب الحديث، ولقي ابن الأعرابي وغيره من اللغويين، وسمع دواوين الشعر من وجوه شتّى، ولقي جماعةً من أصحاب أبي عمرو الشيباني، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والفرّاء. منهم: الرياشيُّ، وأبو حاتم، وأبو نصر، وأبو عدنان، وسلمة بن عاصم، وأبو حسّان. ثم لمّا رجع إلى خراسان لقِيَ أصحاب النضر بن شُمَيل، والليث بن المظفر، فاستكثر منهم.

وكان أبو تراب الذي ألف كتاب (الاعتقاب) قدم هَرَاة مستفيداً من شِمْر، وكتب عنه شيئاً كثيراً. وأملى بهراة من كتاب (الاعتقاب) أجزاء ثم عاد إلى نيسابور وأملى بها باقيَ الكتاب. وقد قرأت كتابه فاستحسنته، ولم أره مجازِفاً فيما أودَعه، ولا مصحِّفاً في الذي ألّفه.

وما وقع في كتابي لأبي ترابٍ فهو من هذا الكتاب.

وتوفي شمر ح فيما أخبرني الإيادي سنة خمس وخمسين ومائتين.

وكان أبو الهيثم الرازي: قدِم هراة قبل وفاة شِمر بِسُنَيَّاتٍ فنظر في كتبه ومُصَنَّفاته وعَلِقَ يَرُدُّ عليه، فَنُمِي الخَبَرُ إلى شِمْر فقال: (تَسَلَّحَ الرازيّ عليّ بكتبي) وكان كما قال؛ لأني نظرتُ إلى أجزاء كثيرة من أشعار العرب كتبها أبو الهيثم بخطِّه ثم عارضها بنسخ شمر التي سمعها من الشاه صاحب المؤرّج، ومن ابن الأعرابي، فاعتبرَ سماعَه وأصلح ما وجد في كتابه مخالفاً لخطّ شِمر بما صحَّحه شِمر.

وكان أبو الهيثم ح عِلمُه على لسانه، وكان أعذبَ بياناً وأفطنَ للمعنى الخفيِّ، وأعلم بالنحو من شِمر وكان شمر أروى منه للكتب والشِّعر والأخبار، وأحفظَ للغريب، وأرفقَ بالتصنيف من أبي الهيثم.

وأخبرني أبو الفضل المنذري أنه لازمَ أبا الهيثم سنين، وعرض عليه الكتب، وكتب عنه من أماليه وفوائده أكثر من مائتي جِلد، وذكر أنه كان بارعاً حافظاً صحيح الأدب، عالماً ورعاً كثير الصلاة، صاحبَ سُنَّة. ولم يكن ضنيناً بعلمه وأدبه.

وما وقع في كتابي هذا لأبي الهيثم فهو مما أفادنيه عنه أبو الفضل المنذريّ في كتابه الذي لقّبه (الفاخر والشامل). وفي الزيادات التي زادها في (معاني القرآن) للفرّاء، وفي كتاب (المؤلَّف)، وكتاب (الأمثال) لأبي عبيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير