الجواب: لا، كما أمره الله - - أن يقول:) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (الجن:21)، ومن العجب أن أقواماً لا يزالون موجودين، يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مما يتعلقون بالله - - إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعرت جلودهم، وإذا ذكر الله كأن لم يُذكر! حتى إن بعضهم يؤثر أن يحلف بالرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يحلف بالله - - وحتى إن بعضهم يرى أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل من زيارة الكعبة، ولقد شاهدت أناساً حُجزوا عن المدينة في أيام الحج لقرب وقت الحج، لأنه إذا قرب وقت الحج منعوهم من الذهاب إلى المدينة، لئلَّا يفوتهم الحج، يبكي! يقول: أنا منعت من الأنوار، ومنعت من كذا وكذا ويعدد ما نسيته الآن، فيقال له: أنت لماذا جئت؟ قال: جئت لمشاهدة الأنوار كأنه ما جاء إلا لزيارة المدينة، ونسي أنه جاء ليؤدي فريضة الحج، وسبب ذلك الجهل؛ وأن العلماء لا يبينون للعامة، وإلّا فالعامي عنده عاطفة جياشة لو أنه أخبر بالحق لرجع إليه.
(يُوحَى إِلَيَّ) هذا هو الميزة للرسول صلى الله عليه وسلم، أنه يوحى إليه، وغيره لا يوحى إليه، إلَّا إخوانه من المرسلين عليهم الصلاة والسلام.
(أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) هذه الجملة حصر، كأنه قال: لا إله إلا واحد، واستفدنا أنها للحصر من "إنَّما"؛ لأن كلمة "إنما" من أدوات الحصر، تقول: "إنما زيد قائم" يعني ليس له وصف غير القيام، وتقول: "إنما العلم بالتعلم" وليس هناك طريق للعلم إلَّا بالتعلم.
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) أي: يُأمِّل أن يلقى الله - - ويؤمن بذلك.
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً) دعوة يسيرة سهلة، أتريد أن تلقى ربك وقلبك مملوء بالرجاء؟ إذا كان كذلك
{فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}. كل إنسان عاقل يرجو لقاء الله - - ولقاء الله - - ليس ببعيد، قال الله تعالى:) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (العنكبوت:5). قال بعض العلماء: إن قوله {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} بمعنى قولِهم "كل آتٍ قريب".
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) إذا قال قائل: ألستم قررتم أن العمل الصالح، لا بد فيه من إخلاص ومتابعة؟ قلنا: بلى، لكنه لما كان الإخلاص ذا أهمية عظيمة ذكره تخصيصاً بعد دخوله ضمن قوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً}.
وتأمل قوله: {بِعِبَادَةِ رَبِّهِ} ليتبين لك أنه جلَّ وعلا حقيق بأن لا يشرَك به؛ لأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع المخلوقات، إننا نقول بقلوبنا وألسنتنا: "ربنا الله" ونسأل الله تعالى الاستقامة حتى ندخل في قوله تعالى
) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
والحمد لله الذي وفقنا لإكمال هذه السورة، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ـ[المنصور]ــــــــ[18 - 10 - 04, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 12 - 04, 01:32 م]ـ
ولتحميل تفسيرها وكتب كثيرة للشيخ اطلع على هذا وحمل منه ما تشاء:
http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-a.shtml
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[25 - 12 - 04, 02:41 م]ـ
الجانب التربوي التطبيقي (العملي العميق كما تقول)
ستفيد من كتاب رائع للشيخ ابوالحسن الندوي برد الله مضجعه
بعنوان أظن ((تأملات في سورة الكهف) أفدت منه كثيرا في دروس لي حول السورة وقصصها الأربع
وكذلك (من قصص السابقين في القرآن) للخالدي فله وقفات رائعة كمثل وقفتة على قوله تعالى ((فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)) وكيف وجدوا الرحمة في الكهف الضيق!
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:14 م]ـ
أيضاً هناك تفسير سورة ص للشيخ محمد بن عثيمين صدر بمجلد واحد
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 02:18 م]ـ
تفسير سورة الكهف
للشيخ ابي الأمجد شير علي شاه
رسالة ماجستير نوقشت بالجامعة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
طبعت عام 1403 هـ