تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د. موراني: إلى جانب الدراسات العديدة حول نص القرآن وتأريخه قام بعض المستشرقين بترجمة القرآن ترجمة كاملة. وأفضل الترجمات الحالية المتداولة على المستوى الجامعي هي ترجمة القرآن للمستشرق R. Paret في طبعتها الأخيرة عام 1979م. ويرافق هذه الترجمة مُجلد مستقل وردت فيه تعليقات لغوية للمترجم، وإحالات على آيات متشابهة وترجمتها.

شبكة التفسير: لألمانيا سبق ظاهر في الدراسات القرآنية، فقد نشرت الكثير من الدراسات القرآنية، ودعم تحقيق نفائس كتب الدراسات القرآنية، ومن أهم الكتب التي حققت في ألمانيا: التيسير في القراءات السبع للداني، والمقنع في رسم المصاحف للداني، ومختصر الشواذ لابن خالويه، والمحتسب لابن جني، وغاية النهاية لابن الجزري، ومعاني القرآن للفراء، وإيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري، وغيرها من البحوث القيمة. ما هو الواقع الحالي للدراسات الاستشراقية في ألمانيا؟ وهل لا يزال الاهتمام بالدراسات القرآنية يحظى بالتقديم؟

د. موراني: هذه الكتب والدراسات التي ذكرت تثبت اهتمام المستشرقين بنص القرآن من الناحية اللغوية، وهو أمرٌ دفع بعض الباحثين في النصف الأول من القرن الماضي إلى إخراج الكتب القديمة حول القراءات. ولم يكن هذا العمل إلا بِمثابة اقتراب علميّ للنص، وليس بنية إبرازِ أخطاء القران، والتشكيكِ في صحتهِ كما يذكر كثير من الباحثين المسلمين في بحوثهم وكتبهم المنشورة , وهذا الموقف من الدراسات الاستشراقية لا يزال موقفاً سائداً عند الكثير من الباحثين المسلمين، حيث وقفوا موقفاً مضاداً لكل أو أغلب ما صدر على أيدي المستشرقين تقريباً، وهذا الرأي يحتاج إلى إعادة نظر، وإنصاف للباحثين المستشرقين المخلصين المنصفين على وجه الخصوص، أَمَّا مَنْ تعمَّد الإساءة والتحريف من المستشرقين فقد عارضه المستشرقون أنفسهم قبل المسلمين، ومثال ذلك ما كتبه مرجليوث في الشعر الجاهلي، قد عارضه المستشرقون أنفسهم وردوا عليه قبل أن يصل الخبر إلى دوائر البحث العلمي في العالم الإسلامي بمدة.

ولكن الآن هذه النشاطات والأبحاث حول القرآن قد توقفت , للأسف منذ مدة , فليس هناك دراسات يمكن مقارنتها بما كان في الماضي. وما نجده اليوم لا يعدو دراسات قصيرة على شكل مقالات في المجالات المتخصصة في الاستشراق, إلا أَنَّ هناك كتاباً مهماً في هذا الميدان نشر عام 1993م، للمستشرق الهولندي C.H.M.Versteegh تحت عنوان:

Arabic Grammar and Qur'anic Exegesis in Early Islam (Brill, Leiden )

ومعناه: قواعد اللغة العربية وتفسير القرآن في فجر الإسلام.

شبكة التفسير: من خلال دراستكم الطويلة هل هناك اختلاف بين المدارس الاستشراقية؟ وهل تختلف باختلاف الدول؟

د. موراني: طبعاً، هناك اختلافٌ بين المدارس الاستشراقية، بل حتى بين المعاهد الاستشراقية في بلدٍ واحدٍ. وسببه يرجعُ إلى أَنَّ أستاذ المعهدِ , صاحب الكرسي، يُعطي بتخصصه للمعهدِ ظاهرةً تختلفُ عمَّا كان المعهد عليه من قبلُ. ومِنْ هُنا يؤثرُ على اهتمامات الطلبةِ، من طريق غير مباشر، غير أنَّ منهجيةَ البحث لدى الآخرين من الأساتذة والمساعدين لا تتأثر بذلك في الغالب.

عندما ابتدأتُ المشروعَ العلميَّ حول تاريخ المذهبِ المالكي، كانت هناك مُحاضرات وحلقات خاصة بهذا الموضوع، وجمعنا حولنا في هذا المشروع طلاباً كان لديهم اهتمامٌ بالموضوع، ونيةٌ في المشاركة في أعمال المشروع. ثلاثة منهم قد نالوا درجة الدكتوراه من معهدنا بتقديمهم لبحوث في موضوع مشروعنا هذا.

والمدارس الاستشراقية أيضاً تختلفُ باختلاف الدولِ، وليس في داخل دولة واحدةٍ فقط، فالاستشراق الانجليزيُ- الأمريكي anglosaxon يختلف عن الاستشراق الألماني أو الفرنسي , فلكلٍّ منهم طبيعته الخاصة به، وتتبيَّنُ هذه الطبيعة الخاصة من خلال الدراسات التي يقومون بها، إِلا أَنني لا أَودُّ أَن أُميّز أو أُفاضلَ بين هذه المدارس أو الاتجاهات الاستشراقية حتى لا أُصبحَ حاكماً على الغير.

شبكة التفسير: هل تطورت مسيرة الاستشراق خلال أطوارها المختلفة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير