تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ ذكر أبو داود حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا داود يعني ابن الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).

5 ـ وروى النسائي في فضائل الصحابة، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا غندر قال أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).

وفي اسمها واسم أبيها أحاديث وآثارٌ غير هذه تركتها اختصارًا.

وقد جاء في ضبط اسمها في الإكمال لابن ماكولا (1: 92): ((وأما آسية بعد الهمزة ألف بكسر السين المبهمة وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها؛ فهي آسية بنت مزاحم امرأة فرعون)).

وقد تسمى بها من العرب نساء، ورد في تكملة الإكمال (1: 138): ((وأما آسية بكسر السين المهملة وفتح الياء المعجمة من تحتها باثنتين، فهي آسية بنت فرج الجرهمية نزلت من مكة الحجون حديثها عند عبد الله بن جراد ذكرها أبو نعيم في معرفة الصحابيات)).

أما احتمالات معنى هذا الاسم، كما هو وارد في كتب اللغة فما يأتي:

1 ـ أن يكون الاسم مأخوذًا من: أسوت الجرح؛ أي: داويته، وسمِّي الطبيب الآسي لذلك، وكذا المرأة آسية.

2 ـ أو يكون من أسوت بين القوم؛ أي: أصلحت بينهم، فهو آسي، وهي آسية.

3 ـ أو هو من الأسى؛ أي: الحزن، فهو آسي، وهي آسية.

4 ـ أو من أساه في مصيبته؛ أي: عزَّاه، فهو آسي، وهي آسية.

5 ـ والآسية من البناء: المحكم.

6 ـ والآسية: الدعامة، يُدعم بها البناء.

7 ـ والآسية: السارية.

قال الجوهري: وأهل البادية يسمون الخاتنة آسية كنايةً.

(ينظر في هذا مادة (أ س ي) من مقاييس اللغة، وتاج العروس، وغيرهما.

ولا أظنُّ أن تأصيل هذا الاسم بحاجة إلى أكثر من هذا، فهو واضحُ العربية.

أما اسم أبيها (مزاحم)، فأوضح من أن يؤصَّل عربية، وهو مأخوذٌ من مادة (زحم).

والمقصود: أنَّ زوجة فرعون عربية الاسم، وكذا اسم أبيها، وهذا يدلُّ على أنها من العربِ، وكما قلت: لا يبعد أن يكون زوجها فرعون عربيًا، وكذا وردت عروبته في المصادر الإسلامية، ولعلي أذكره في حلقة لاحقة، والله الموفق.


الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1838

ـ[نياف]ــــــــ[23 - 11 - 05, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

(4) (نظرات في المُعرَّب) آدم في السماء.

كما قلت لك سابقًا: لقد كنت أُأَخِّر الحديث عن هذه القضية ريثما أرتب قراءاتي فيها، غير أن الوقت يمضي يومًا بعد يومٍ، ولا أجد متسعًا من الوقت أتفرغ فيه لإعادة قراءاتي فيه، وترتيب هذا الموضوع من جديد.
ولما كان الأمر كذلك رأيت أن أدلِي بما في دلوي من معلومات متناثرة في هذا الموضوع راجيًا من الله أن يتمم لي بركة العلم والوقت، فأستطيع إعادة تسطير هذا الموضوع مرة أخرى بما يتناسب مع أهميته ومشكلاته وما فيه من فوائد ونفائس ظهرت لبعض المعاصرين حين دخلوا في موازنة بين اللغات القديمة، فخرجوا بشيءٍ جديد في مادته.
وقد احترت في هذا الموضوع من أين أبدأُ به، وما ترتيبي فيه، لكني رأيت أن أُجري القلم بما ينصب عليه من الذهن، ثم يكون ترتيب الموضوع فيما بعد إذا انتهى طرحه في هذا الملتقى.

آدم في السماء

خلق الله المخلوقات: ملائكة وجِنًّا، وأرضًا وسماءً، وأخرج منافع الأرض، وهيَّئها للساكن الجديد، ثمَّ خلقه، خلق آدم من تراب الأرض التي سيسكنها، فجلَّ الله في حكمته، وتعالى في سلطانه.
فما مدلول هذا الاسم؟
ذكر ابن جرير عن بعض السلف أنه سُمِّي آدم من أديم الأرض؛ لأنه خلق من مجموع تربتها، كما وردت بهذا الآثار، ومن الآثار الواردة في كونه سمِّي نسبةً إلى أديم الأرض:
1 ـ أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (بعث رب العزة ملك الموت، فأخذ من أديم الأرض؛ من عذبها ومالحها، فخلق منه آدم، ومن ثم سمي آدم؛ لأنه خلق من أديم الأرض)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير