تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرابع: معرفة الوقوف والموقوف عليه إن لم يتوقف فهمه على ما بعده وبالعكس، فالوقف لازم إن اختلَّ المعنى بالوصل، وتامٌّ إن لم يختل، ولم يكن للثاني تعلق بالأول ...

الخامس: معرفة خط الإمام مصحف عثمان بن عفان ...

السادس: معرفة عدد آي كل سورة (العدد الكوفي)، وكونها مكية أو مدنية أو مختلفًا فيها، وذلك مذكور في أول كل سورة.

السابع: معرفة رؤوس الآيات وأخماسها وأعشارها، والمختلف في كونه آية أو غير آية بين الكوفيين وغيرهم ...

الثامن: معرفة أجزائه الثلاثين وأخماسها وأنصافها وأنصاف أسداسها وأسباع القرآن وأرباع الأسباع ... ))، ثم شرع في تفسير الاستعاذة والبسملة والفاتحة حتى ختم كتابه بتفسير سورة بالناس.

(البستان في علوم القرآن / مخطوط بمكتبة الحرم المكي، لوحة 1 أ ـ ب).

ولا يعني أن هذه التفاسير تختلف في مادتها العلمية عن التفاسير السابقة، لكن المقصود أن مؤلفيها قد رتبوها ترتيبًا متوافقًا مع أنواع علوم القرآن، أو قصدوا ذكر جملة من علوم القرآن قصدًا مباشرًا، وهذا مما لا يحسن إغفاله في نشأة علوم القرآن.

...............

ومن باب تتميم الفائدة في هذا الموضوع أذكر ما يأتي:

أولاً: إن هناك إضافات مرادفة لعلوم القرآن يحسن التنبه لها، وهي (علم القرآن، علوم التنزيل، علم التنزيل، علوم الكتاب، علم الكتاب) إذ قد يرد في كتب التراجم أو في عناوين بعض الكتب أحد هذه الألفاظ.

ثانيًا: إن أضافة علوم للقرآن تحتمل أن يكون المراد به أي معلومة تنتسب للقرىن او تخرج منه، ومن ثمَّ فإن علوم القرآن على هذا المعنى لا يمكن حصرها، بل هي مما يتنامى مرة بعد مرة، وهذا المعنى افضافي ليس هو المراد عند من كتب في علوم القرآن، وإن كان بعضهم قد يشير إليه إشارة من باب التنبيه عليه فحسب.

ثالثًا: إنَّ علوم القرآن التي استقرَّت التسمية عليها الآن تشمل جملة العلوم:

ـ المنبثقة منه، كعلم القراءات.

ـ أو المتعلقة به ويشترك معه فيها غيره، إما لكونه نصَّا تشريعيًّا فتشترك معه السنة في بعض الموضوعات؛ كالناسخ والمنسوخ والعام والخاص وغيرها من مسائل أصول الفقه.

وإما لكونه نصًّا عربيًا، فتشترك معه علوم العربية والبلاغة؛ كعلم غريب القرآن من جهة المعنى اللغوي، وعلم إعجاز القرآن من جهة المعنى البلاغي.

وستلاحظ أن طرح هذه العلوم في كتب علوم القرآن قد اتخذ صورًا متعددة.

رابعًا: إن بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه تشير إلى (علوم القرآن)، وإن لم تبيِّن المراد به على وجه التحديد، وإليك بعض هذه الأحاديث والآثار:

1 ـ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لما قال: ((اللهم فقه في الدين، وعلمه الكتاب)) رواه البخاري وغيره.

وهذا الحديث يشير إلى أن للكتاب علومًا والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لابن عمه في أن يعلمه الله إياها، ولقد تحقق ذلك له، وصار ترجمان القرآن، وأكثر الصحابة تفسيرًا له.

2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)) رواه البخاري.

وهذا يشملُ جُملةَ علومِ القرآنِ من قراءته وحفظه وتفسيره وغيرِها؛ لأنَّه خبر مطلقٌ غير محدَّدٍ بنوعِ من أنواع تعلُّمِ القرآنِ وتعليمه.

3 ـ من الآثار ما رواه ابن أبي شيبة بسنده عن أبي البختري عن علي قالوا: أخبِرْنا عن عبد الله.

قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى، وكفى بذلك علمًا «().

وهذه الأضافات (علم القرآن، علوم القرآن، علم الكتاب، علوم الكتاب، علم التنزيل، علوم التنزيل) أو ما يشير إليها في الأحاديث والآثار تحتاج إلى دراسة مستقلة؛ لاستجلاء المراد بها.

........................

فائدة: قال ابن خير الإشبيلي (ت: 575) في (فهرسة ما رواه عن شيوخه): ((ذكر ما رويته عن شيوخي رحمهم الله من الدواوين المؤلفة في علوم القرآن)) ص: 23.

وقد ذكر كثيرًا من كتب القراءت وما يتصل بها، وكتب التفسير وغيرها، ومما ذكر فيها ما يأتي: ((كتاب البرهان في علوم القرآن، في مائة سفر، لأبي الحسن الحوفي ... )) ص: 71.

ونستفيد من هذا النقل فائدتان:

الأولى: النظر في أنواع علوم الكتب التي ضمنها ابن خير فهرسة ما رواه في علوم القرآن، فيظهر لنا مراده بعلوم القرآن، وهو على ما استقر عليه المصطلح عندنا.

الثاني: أن الاختلاف في تسمية كتاب الحوفي (ت: 430) لازالت قائمة تحتاج إلى تحرير، فابن خير يروي الكتاب بسنده إلى المؤلف، ويسميه بهذا الاسم، لا باسم (البرهان في تفسير القرآن) كما جاء في بعض المصادر، وقد قال ابن خير في آخر روايته لهذا الكتاب: (( ... قال شريح بن محمد: وحدثني به أيضًا ـ إجازة ـ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي رحمه الله، قال أجازني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي الحوفي المقرئ النحوي جميع روايته وأوضاعه بخط يده على يدي أبي صاحب الوردة في ربيع الآخر سنة 421)) ص 71.

وهذ يفيد في معرفة زمن تأليف كتاب البرهان، وانه متقدم على تاريخ هذه الإجازة.

تنبيه: ورد في مطبوعة فهرست ابن خير (الجوفي) بالجيم، وهو تصحيف، والله أعلم.


الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
[email protected]
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4006
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير