ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 12:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الراية وبارك فيك
ونسأل الله أن يحفظ الشيخ محمد ويبارك فيه وينفع به
وفي كتابه هذا فوائد مهمة وقيمة، وتجد ذلك في فهرس الفوائد ص 535 - 548
ومنها ما ذكره حفظه الله في فصل نفيس جدا (المبحث الثالث -اختلاف التنوع والإجماع) ص 105 - 110.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:54 ص]ـ
للفائدة نقل من مجلة البيان عدد 153ص 8
عام 1421
دراسات في الشريعة والعقيدة
الإجماع عند المفسرين
العناية به ودواعيه وأسباب مخالفته
لدى بعض المفسرين
محمد بن عبد العزيز الخضيري
الإجماع أصل من أصول الشريعة، وهو في الوقت ذاته ظاهرة واضحة في
كتب التفسير اختلفت مشارب المفسرين حيالها اختلافاً بيِّناً تبعاً للاختلاف العقدي في
كثير من الأحيان، أو تبعاً لمنهجية المفسر ودقته في تحرير المسائل وذكر الدلائل،
وفي هذه المقالة ذكر لبعض جوانب هذا الأصل في كتب التفسير بعيداً عن الساحة
المعتادة لدراسة الإجماع، وهي كتب الأصول أو الفقه، كما أن فيها تجلية لأهم
دوافع الفِرَق الضالة في خرق إجماعات السلف، واستحداث إجماعات مخالفة لما
كانت عليه القرون المفضلة في أبواب الاعتقاد والعمل.
عناية المفسرين بالإجماع:
عُني المفسرون بذكر المسائل المجمَع عليها في كل موطن استدعى ذكر
الإجماع، أو أُثِرَ فيه إجماع، في شتى العلوم الإسلامية: عقيدةً، وفقهاً، وأصولاً،
وتفسيراً، ولغةً، وتاريخاً.
ويكاد ألاَّ يوجد هذا المقدار الكبير بهذا التنوع في كتب أيٍّ من الفنون
الإسلامية، مما يؤهِّل كُتُبَ التفسير لأن تكون من أهم مصادر المسائل المجمع عليها
في الشريعة، وما ذاك إلا لكون القرآن الكريم هو مدار جميع علوم الإسلام.
ولشدة عناية المفسرين بالإجماع فإنهم قلَّ أن يطَّلعوا على إجماع في مصدر
من المصادر التي يعتمدونها في تفاسيرهم إلا ويقوم المفسِّر بنقل ذلك الإجماع
للاستدلال به؛ لعلمه بعظم هذا الأصل، وقوة حجيته.
ومن أظهر الشواهد على ذلك: الإجماعات التي يحكيها ابن عطية رحمه الله
مما تجد معظمها قد نقلها القرطبي و أبو حيان رحمهما الله في تفسيريهما؛ لكونهما
اعتمدا تفسير ابن عطية، وضمنا كتابيهما معظم ما فيه؛ لجلالته، وقوة نظر مؤلفه،
وتحريره للأقوال. وابن عطية يعتمد غالباً فيما يحكيه من الإجماع والخلاف على
تفسير الطبري، وقلَّ أن يخالفه في شيء من ذلك.
وكذلك الشوكاني في تفسيره ينقل كثيراً من الإجماعات من تفسير القرطبي؛
لأنه اعتمد تفسير القرطبي، ولخصه في كتابه، وما يقال عن الشوكاني يقال عن
صدِّيق حسن خان في تفسيره «فتح البيان»؛ فإنه قد ضمنه خلاصة «فتح
القدير».
وجملة من إجماعات الإمام الطبري قد اعتنى ابن كثير بنقلها في تفسيره.
ولم تكن عنايةُ المفسرين مقصورةً على حكايته ونقله، بل عنوا أيضاً بمناقشته
والاعتراض عليه من جهة، أو تأييده بالأدلة من جهة أخرى.
فأما مناقشة الإجماع والاعتراض عليه فقد تكون إبطالاً بالكُلية، وقد تكون
استدراكاً وتقويماً.
فمن أمثلة الأول: وهو إبطالُه بالكلية:
1 - ما ذكره القرطبي: من أنه لا خلاف بين العلماء على أن المراد
بالخليفة: آدم، في قوله تعالى:] وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً [(البقرة: 30)، وقد تعقبه ابن كثير بذكر الاختلاف في المراد، ورجح
القول الآخر في المسألة.
2 - ما ذكره ابن عطية من أن السلوى: طير بالإجماع. وقد تعقبه القرطبي
والآلوسي وغيرهما بذكر القول الآخر في تفسير السلوى، وهو العسل.
ومن أمثلة الثاني: وهو الاستدراك على الإجماع وتقويمه: ما حكاه الطبري
من الاختلاف في المراد بحاضري المسجد الحرام، فقال محرراً موضوع النزاع:
«اختلف أهل التأويل فيمن عني بقوله:] ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ
الحَرَامِ [(البقرة: 196)، بعد إجماع جميعهم على أن أهل الحرم معنيون به،
وأنه لا متعة لهم» فقد استدرك عليه ابن عطية ذلك، فقال: «واختلف الناس في
] حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ [(البقرة: 196) بعد الإجماع على أهل مكة وما
اتصل بها. وقال الطبري: بعد الإجماع على أهل الحرم، وليس كما قال .. » ثم
¥