وقال الشيخ بكر بن ابو زيد في كتابة بدع القراء (التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي. ومن أغلظ البدع في هذا, تلكم الدعوة الإِلحادية إلى قراءة القرآن, على إيقاعات الأغاني, مصحوبة بالآلات والمزامير. () قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? [فصلت: 40, 42].
فلا يجوز أخذ هذه المقامات وتعلمها وتعليمها والقراءة بها
وأما القراء المصريون فكما لا يخفى عليكم هم طائفتان:
1) الطائفة الأولى: مقرئو الإذاعات _ عفا الله عنهم _ وهؤلاء غالبا يتقنون هذه المقامات الموسيقية ويقرؤون بمقتضاها، ومنهم من تعلم الموسيقى في المعاهد الموسيقية، وأكثر الإذاعات المصرية حاليا تعقد امتحانا في المقامات الموسيقية للمقرئين المرشحين للقراءة في الإذاعة ولا تعين إلا من يجتاز هذه الامتحانات.
2) الطائفة الثانية: علماء القراءات، وقد رأيت كثيرا منهم وعلمت منهم أنهم لم يتعلموا هذه المقامات ولا يقرؤون بمقتضاها، وهؤلاء في العادة لا يقرؤون في الإذاعات، وإنما يعلمون القراءات في المساجد والمعاهد وفي بيوتهم.
وقد جاء في هذا المعنى حديث وكأن ابن القيم رحمه الله يميل الى تحسينه وهو ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها , وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق , فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح, لايجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وفلوب الذين يعجبهم شأنهم).
قال الإمام بن القيم:رواه أبو الحسن رزين في (تجريد الصحاح) ورواه أبو عبدالله الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) واحتج به القاضي أبو يعلى في (الجامع) واحتج معه بحديث آخر أنه ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها (أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم مايقدمونه إلا ليغنيهم غناءً) اهـ
والحديث الأول أخرجه أيضاً أبو عبيد في فضائل القرآن (232) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 480) ومحمد بن نصر في قيام الليل (ص 119)
والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 351) وابن عدي (2/ 510) وابن الجوزي في العلل (160) والبيهقي في شعب الإيمان
وفي اسناده بقية بن الوليد وهو ضعيف ومدلس عن الضعفاء وأيضا فيه أبو محمد حصين مجهول وضعف الحديث الذهبي وابن الجوزي
وأما الحديث الآخر فروى قريب منه الإمام أحمد من حديث شريك عن أبي اليقضان كلاهما ضعيف وذكر محقق زاد المعاد له شواهد فلتراجع
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير
1/ 328 - 329
وأما الإمام أبي عمرو الداني (ت444) فله في معنى الحديث استنباط آخر فقال بعد ذكره الخبر السابق (إقرأوا بلحون العرب وأصواتها .... )
قال في كتابه التحديد http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/08/24/7ammil_449_01211.gif ص 186):
وهذا الخبر أصل لصحة افتراق طباع أئمة القراءة في الترتيل والتحقيق والحدر والتخفيف واختلاف مذاهبها فيما تلقته من أئمتها ونقلته عن سلفها من الهمز وتركه والمد وقصره والإمالة والتفخيم والبيان والإدغام والروم والإشمام إلى سائر الأصول والمفترق من الفروع إذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلحون العرب وأصواتها) يريد طباعها ومذاهبها وذلك إجماع باتفاق من أهل العلم و اللسان) اهـ
وقال بن القيم أيضا
في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
¥