تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَالحَاصِلُ؛ أَنَّ هَذَا الاضْطِرَابَ الواقعُ في رِوَايَاتِ الحَدِيثِ مَرَدُّهَا إلى ابنِ لَهِيعةَ؛ لِسُوءِ حفظِهِ، وتغيُّرِ حالِهِ، كَمَا أَشَارَ إِلى ذَلِكَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ رحمه اللَّه _ في رِوَايَةِ يحيى بنِ إسحاقَ السَّيْلَحِينيِّ، واللَّهُ أعلمُ، وَهَذِهِ العِلَّةُ خَفِيتْ عَلَى الشَّيخِ الألبانيِّ _ رحمهُ اللَّهُ _ عِنْدَ تخريجِهِ للحديثِ في كتابِهِ: " إرواءِ الغليلِ " (2/ 178 _ 179).

4 _ مُعْضَلُ الوليدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي مُغيثٍ: أَخْرَجَهُ الطَّبرانيُّ في " الدُّعاءِ " (رقم: 214) قَالَ: حدَّثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ، حدَّثنا القَعْنبيُّ، حدَّثنا عِيسَى بنُ يُونسَ، عَنْ إبراهيمَ بنِ يزيدَ، عَنِ الوليدِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ أَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذَا رَفَعَ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِيهِمَا بَرَكَةً وَرَحْمَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فلْيَمْسَحْ بِهِمَا وَجْهَهُ ".

أقولُ: هَذَا إسنادٌ مُنْكرٌ مُعْضَلٌ؛ آفَتُهُ إبراهيمُ بنُ يزيدَ، وَهُوَ: القُرشيُّ الأمويُّ، ويُعْرفُ بالخُوزيِّ، وَهُوَ متروكٌ، مُنْكَرُ الحديثِ، والوليدُ بنُ عبدِ اللَّهِ ثقةٌ، إِلاَّ أنَّهُ أَعْضَلَ الحديثَ، قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " أَمَالِيهِ " _ كَمَا في " فَضِّ الوعاءِ " للسُّيوطيِّ (ص: 64) _: " الوليدُ في طبقةِ من سَمِعَ من الصَّحابةِ _ رضيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _، لكنْ لَمْ أَرَ لَهُ رِوَايَةً عَنْ صحابيٍّ، فَيَكُونُ هَذَا الإسنادُ مُعْضَلاً ".

5 _ مُرْسَلُ الزُّهريِّ: أَخْرَجَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ في " المُصنَّفِ " (2/ 247 _ رقم: 3234) و (3/ 123 _ رقم: 5003) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهريِّ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ صَدْرِهِ في الدُّعَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.

وَجَاءَ لَفْظُهُ في الموضعِ الثَّاني: يَرْفَعُ يَدَيْهِ بِحَذَاءِ صَدْرِهِ إِذَا دَعَا.

أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ مُرْسَلٌ، أَوْ مُعْضَلٌ؛ لأنَّ الزُّهريَّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ عَنْ غيرِ صَحَابيٍّ.

, تنبيهٌ: قَالَ الشَّيخُ الألبانيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " إرواءِ الغليلِ " (2/ 182): " جَاءَ في "شرحِ ثلاثيَّاتِ مُسْنَدِ الإمامِ أحمدَ " للسفارينيِّ (1/ 655) مَا نَصُّهُ: وفي "صَحِيحِ البُخاريِّ " مِنْ حَدِيثِ أنسٍ رضي اللَّه عنه قَالَ: كَانَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لَمْ يرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ. قلتُ _ أَيِ الألبانيُّ _: فَهَذَا وَهْمٌ مِنْهُ _ رحمهُ اللَّهُ _، فَلَيْسَ الحَدِيثُ عَنْ أنسٍ عِنْدَ البُخَارِيِّ، وَلاَ غيرِهِ مِنْ أَصْحَابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ ".

نَخْلُصُ مِمَّا سَبَقَ؛ أَنَّ جَمِيعَ الأَحَادِيثِ المَرْفُوعَةِ الوَارِدَةِ في مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ ضَعِيفةٌ، وَهِيَ مِنَ النَّوعِ الَّذِي لاَ يَنْجَبِرُ بِتَعَدُّدِ الطُّرُقِ والشَّواهدِ؛ لشدَّةِ ضَعْفِهَا، غير حَدِيثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللَّه عنه، فَهُوَ أَخَفُّهَا ضَعْفاً، أَمَّا قَوْلُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ في " بلوغِ المرامِ " (4/ 219 _ سبل السَّلام) بَعْدَ إِيرَادِهِ لحَدِيثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ: " وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْهَا: عِنْدَ أبي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، وغيرِهِ، وَمَجْمُوعُهَا يَقْضِي بِأَنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ "، وَكَذَلِكَ قَْولُ السُّيوطيِّ في " فضِّ الوعاءِ " (ص: 52): " ولحديثِهِ هَذَا شواهدُ، فَهُوَ حَسَنٌ "، فَمَرْدُودٌ ِبمَا وَضَّحْنَاهُ وفصَّلناهُ سَابِقاً، وَقَدْ تَابَعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الشَّيخُ ابنُ عُثَيْمِينَ _ رحمهُ اللَّهُ _ في كِتَابِهِ " مُصْطلحِ الحديثِ " (ص: 15)، حَيْثُ مَثَّلَ للحَدِيثِ الحَسَنِ لغيرِهِ _ وَهُوَ الضَّعِيفُ إِذَا تعدَّدتْ طُرُقُهُ عَلَى وَجْهٍ يجبرُ بَعْضُهَا بَعْضاً _ بحديثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللَّه عنه، مُسْتَنِداً في ذَلِكَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير