فإن كان ترتيب كذاك تعلق به يفسد المعنى فحرم وأكد
فإن لم يكن لكن أراد رواية بتركيبه فامنع لكذب معمّد
وأما إذا كان المراد تلاوة فجوزه لكن لا يليق بمسند
فكيف به يرضى نزول مقامه لمن كان ذا جهل بحجة أحمد
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 03:52 ص]ـ
مما يحسن التنبيه عليه هنا، أن خلط القراءات نوعان:
1) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة كلمة بقراءة وكلمة أخرى بقراءة أخرى، فهذا حكمه ما نقله الشيخ الفاضل السديس عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن الإمام ابن الجزري وخلاصته أنه إذا كان للكلام ارتباط بما بعده فيظل على نفس القراءة، فإذا انقضي ارتباط الكلام فله أن ينتقل عنها إلى غيرها، و إن كان الأَولى أن يستمر على نفس القراءة ما دام في ذلك المجلس أو تلك الصلاة، وهذا ما قرره أيضا الإمام النووي في التبيان.
2) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة نفس الكلمة بعدة قراءات كأن يقول (ملك مالك يوم الدين) أو يقول (وَهُوَ الذي وَهْوَ الذي يرسل الرياح الريح نُشُراً نُشْراً نَشْراً بُشْراً بين يدي رحمته) ونحو ذلك، فهذا فيه تفصيل:
فإن كان في مقام التعليم كقراءة التلميذ على شيخه ختمة يجمع فيها بين عدة قراءات فلا بأس بجمع القراءات على الكيفية التي اصطلح عليها علماء القراءات بغرض التدريب على تمييز الفروق بين القراءات و لاختصار وقت المعلم و التلميذ وقد جرت عادة علماء القراءات على الإقراء بالقراءات المختلفة جمعا في ختمة واحدة بطرق الجمع المصطلح عليها كالجمع بالوقف والجمع بالحرف، وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
وأما إن كان لغير غرض التعليم كما يفعل كثير من المقرئين في الحفلات وفي تسجيلات الإذاعات، فمنعه كثير من العلماء وعدوه من بدع القراء لما فيه من الجمع بين البدل والمبدل منه، لأن الأصل في اختلاف التنوع ألا يجمع بين الأنواع المختلفة في نفس الوقت وإنما يفعل هذا تارة وهذا تارة، ولما قد يكون فيه من ابتداع، ولما يحدثه ذلك من التباس الآية على المستمع، بينما أباحه آخرون منهم الدكتور عبد العزيز القاري في كتابه سنن القراء ومناهج المجودين، والشيخ عبد الفتاح الهنيدي (شيخ الزيات وتلميذ المتولي) في رسالة صغيرة سماها الأدلة العقلية على جواز جمع القراءات النقلية، والله أعلم.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[04 - 01 - 04, 06:20 ص]ـ
الشيخ وليد شكر الله لكم عندي أسئلة:
1 - ما معنى قولكم كالجمع بالوقف والجمع بالحرف
2 - اريد تخريج ما ذكرته:
وقد كان النبي يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
شكر لك شيخنا الكريم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:50 ص]ـ
مشايخنا الكرام أشكركم على تعليقاتكم المفيدة،
وأقول: جزاكم الله عني خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 07, 12:10 م]ـ
موضوع رائع نافع ماتع
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:04 م]ـ
ممن بحث المسألة بتوسع فتحي العبيدي في "الجمع بالقراءات المتواترة".
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التبين وبارك في علمكم المتين.
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:42 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على إثراء الموضوع
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس
السلام عليكم ورحمة الله
المسالة تحتاج الى بحث اعمق وتنبيه على عدم فعل ذلك فى الصلاة (من وجهة نظرى) للاسباب الاتيه
¥