تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد: ص 109 وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه للغنة التي فيه (أي أصل الغنة المظهرة) ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح ولا جائز .... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما: فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ..... قال أبو الحسن ابن المنادى: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ..... وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت باء في جميع القرآن , قال: وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا .... وبالأول أقول .. اهـ

فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلاف كان دائر بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلامه أنه يقول بالأول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين

وقال مكي في كتابه الرعاية ص 109 وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ...... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام ... اهـ

قال ابن الجزري في كتابه التمهيد ص 99 فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فلا بد من إظهارها، كقوله: (هُمْ فِيهَا) (البقرة: من الآية39) (وَيَمُدُّهُمْ فِي) (البقرة: من الآية15) و عدهم وما ونحوه.

وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: [الداني. وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال] أحمد ابن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي. وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله. ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً.

وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر ج1 ص222

((وذهب جماعة الى إظهار الميم عند الباء من غير غنة وهو اختيار مكى القيسي وغيره وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر بلاد المشارقة)) ثم قال ((والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)).

فهؤلاء الأئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين بالإخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملاقاتها الباء.

القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة

العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين على الميم الساكن فمنهم فمن قال بالإخفاء للميم عند ملاقاتها الباء والبعض قاال بالإظهار , وأود التنبيه والإشارة لمن أراد بحث هذه المسألة يكون تحت أحد المواضيع الثلاثة هذه: حكم إخفاء الميم الساكنة , حكم قلب النون الساكنة عند الباء ميما مخفاة , حكم الإدغام الكبير للسوسي من قراءة أبي عمرو ابن العلاء البصري عند كلامه عن الميم بعد الباء , وقد أجمعوا على كونها تلفظ تماما كالميم المخفاة مع إطباق الشفتين , قال إمام الفن العلامة ابن الجزري في النشر فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية101) ..... اهـ وأتركك مع نصوص العلماء المعتمدين على مر القرون السابقة، وإني لأرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح لأي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لأني مع شدة التتبع , ومن قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم لم أر إلا التصريح بالإطباق مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالإطباق وكل من أعرفهم أصحاب الأسانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء.

1. طاهر بن غلبون قال بالإطباق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير