تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:45 ص]ـ

بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمك

وأما كلام ابن عقيل رحمه الله فهو صريح في الإنكار على من ادعى النسخ في الآية، فهو على كل حال يرى أن من ادعى النسخ في الآية فقد أخطأ.

يدل على ذلك قوله (قال بعض الفقهاء: ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه! كقولهم: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قالوا:نسخت بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقوله لما عظم ذلك عليهم، لما قال: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، فكان نسخا.) انتهى.

فنقله عن الفقهاء الإنكار على المفسرين في قولهم (ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه!)

فهؤلاء الفقهاء الذين ينقل عنهم ابن عقيل فهموا من كلام المفسرين في النسخ أنه مثل ما اصطلح عليه الفقهاء فيما بعد بأنه رفع للحكم، ولذلك أنكروا على المفسرين

والحاصل كما ذكر أهل العلم أن المفسرون من السلف يستخدمون النسخ كثيرا بمعنى التخصيص

ثم قال ابن عقيل (والعلماء من الفقهاء والأصوليين: أنكروا ذلك إنكارا شديدا، وقالوا: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا)

فهذا الكلام يوضح مقصود ابن عقيل في أن الفقهاء ألزموا المفسرين من السلف باصطلاحاتهم المتأخرة وأنكروا عليهم اطلاق النسخ بمعنى غير المعنى الذي اصطلحوا عليه.

ثم قال ابن عقيل

(وقد أمكن أن يكون القوم ظنوا أن {حَقَّ تُقَاتِهِ} يزيد على ما يدخل تحت استطاعتهم حيث سألوه (1) فقال: " حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر ". فلما انظمّ هذا القول إلى ظنونهم، أزال الباري سبحانه الإشكال، وفسر كلامه بما أراد من الحق وعناه، مثلما فسر قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.

كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ) انتهى.

وما ذكره ابن عقيل رحمه الله بقوله (فبطل ما ادعوه من النسخ) غير صحيح على استخدام السلف للنسخ

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله (وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه)

وقال في الاستقامة (وإن كان السلف يسمون الجميع نسخا ولهذا لم يكن السلف من الصحابة والتابعين يتركون دلالة آية من كتاب الله إلا بما يسمونه نسخا ولم يكن في عهدهم كتب في ذلك إلا كتب الناسخ والمنسوخ).

فهذا واضح في توسع المفسرين من السلف في استخدام لفظ النسخ على التقييد والتخصيص وبيان المجمل وغير ذلك.

فالحاصل من تفسير السلف للآية أن قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) بينت ووضحت معنى قوله تعالى (اتقوا الله حق تقاته) فظاهر هذه الآية قد يفهم منه التكليف بأمور تعبدية أكثر وهذا ما فهمه البعض كما جاء في الروايات المذكورة في كتب التفسير وفي قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) بيان وتوضيح وتخفيف

فالخلاف بين السلف في التفسير كما لايخفاك في الغالب خلاف تنوع كما جاء عن سفيان الثوري وذكره ابن تيمية في المقدمة، فيكون المتحصل من كلامهم أن الآية الثانية تزيل ما قد يفهم من ظاهر الآية السابقة في التكليف

وأما المجمل والمبين ونحو ذلك فالسلف لايستعملون مثل هذه المصطلحات المتأخرة وهم في الغالب كما ذكر ابن تيمية رحمه الله لايتركون دلالة آية إلا بما يسمونه نسخا، فالنسخ في هذه الآية على قول الفقهاء قد يسمى بيان لمجمل ونحو ذلك

فقول ابن عقيل رحمه الله (ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.

كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ)

فكلامه غير صحيح في إنكاره على السلف في تسمية ذلك نسخا فلا يحمل كلامهم على اصطلاحات المتأخرين.

ـ[الدرعمى]ــــــــ[16 - 08 - 04, 09:36 ص]ـ

أذكر هنا بعض النقول للإفادة

قال القرطبى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير