عبد الله بن شبيب الربعي، راجع ميزان الاعتدال، والعمل على ضعفه.
حبيب بن أبي الأشرس، راجع لسان الميزان، والعمل على تركه.
فرات بن السائب، راجع لسان الميزان، والعمل على تركه.
جويبر بن سعيد الأزدي، راجع التهذيب، والعمل على تركه.
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، راجع التهذيب، والعمل على تركه.
عبد الحكيم بن منصور الخزاعي، راجع التهذيب، والعمل على تركه، وقد كذبه ابن معين.
على أن أبو أحمد الحاكم رحمه الله قد يستخدم هذا التركيب (ذاهب الحديث) في بعض الأحيان للوضع، ومنه
عبد الله بن زياد المخزومي، راجع التهذيب، والعمل على تركه وتكذيبه.
عبد الرحمن بن قيس الضبي، راجع التهذيب، والعمل على تركه وتكذيبه.
الخلاصة أخي يوسف أن قولهم ذاهب الحديث متجاذب بين الترك والتكذيب كما ذكرت لكم سابقا، والأكثر حمله على الترك وقد ذكرت لكم أمثلة كافية إن شاء الله، والأولى ههنا حمله على الترك لا على التكذيب، لموافقته لعموم ما قاله الأئمة رحمة الله عليهم، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا.
8* قال ابن معين رحمه الله تعالى:كان حفص بن سليمان و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان كذابا وكان أبو بكر صدوقا.
الصحيح أن قول ابن معين رحمه الله تعالى يجب حمله على الخطأ، وهذا بين ظاهر لمن تأمل كلامه وأنصف، فابن معين رحمه الله تعالى تكلم عن حالهما في القراءة وفي الحديث، أولا أثبت له مع أبو بكر بن عياش كثير علم بقراءة عاصم فقال (من أعلم الناس) وهذه صيغة تفضيل، ثانيا أثبت له أفضلية على أبو بكر بن عياش في القراءة فقال (أقرأ من أبي بكر) وهذه صيغة تفضيل كسابقتها، ثم فرق ابن معين رحمه الله تعالى بينهما في الحديث فقال عن حفص (وكان كذابا) وقال عن أبو بكر بن عياش (وكان صدوقا).
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: من آتاه الله فهما بكلام الأئمة رحمة الله عليهم لا يظن أن قوله (كذابا) بمعنى الافتراء والوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كيف نجمع بين النقيضين معا، نجعله كذابا في الحديث وإماما صادقا في القراءة، هذا محال، لأن العقل السليم يقول بأن من استحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رادع يردعه عن الكذب على الله تبارك وتعالى، قد يورد علينا الخصم أن تكذيب ابن معين رحمه الله له في الحديث دليل على كذبه بالجملة فيسري كذبه إلى القرآن، والجواب بسيط نقول: لكم ذلك لو أن ابن معين كذبه في الحديث فقط، عندها يكون كَذِبَه في القرآن من باب أولى، لكن هذا لم يقع، فإن من كذبه في الحديث هو ذاته من صدقه وقدمه في القراءة (أي ابن معين)، فهذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما إما أن ابن معين رحمه الله لا يعي ما يقول فيكذبه ويصدقه في آن ٍ معا ـ وهذا تخريف أن يقال مع إمام من أئمة أهل السنة كابن معين ـ والثاني أن نصحح قوله رحمه الله تعالى وندفع التعارض بين المعنيين، عندها سنجد أن المقصود بتكذيبه تخطئته، وهذا هو المعنى اللائق الذي تصح نسبته إلى هذا الإمام رحمة الله عليه، وبالطبع لغتنا لا تأباه ولله الحمد، قال ابن منظور رحمه الله تعالى في لسان العرب 1/ 709: وفي حديث صلاة الوتر كذب أبو محمد (رضي الله تعالى عنه) أي أخطأ؛ سماه كذبا لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد لأن الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطىء لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ، وأبو محمد (رضي الله عنه) صحابي واسمه مسعود بن زيد.
وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، وأنشد بيت الأخطل:
كذبتك عينُك أم رأيت بواسط ٍ
وقال ذو الرمة:
وما في سمعه كذب
وفي حديث عروة، قيل له: إن ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة، فقال: كذب، أي أخطأ.
ومنه قول عمران لسمرة (رضي الله تعالى عنهما) حين قال: المغمى عليه يصلي مع كل صلاة صلاة ً حتى يقضيها، فقال: كذبتَ ولكنه يصليهن معا، أي أخطأت َ.انتهى من لسان العرب.
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: وليس كل من قال في راو (كذاب) يعني أنه يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وإن كان الأصلُ في قولهم كذاب هو يضع الحديث ـ فمن ذا الذي يقول إن ابن إسحاق رحمه الله تعالى إمام المغازي يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقول بهذا أحد، ثم نجد مالك بن أنس رحمة الله عليه إمام أهل المدينة، ويحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى يكذبانه، فهل هو ممن يستحل وضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ الله أن يفعل مثله هذا، إذن كيف نوجه قولهما بتكذيبه؟ الجواب أنهما أرادا بالكذب تدليسه، وهذا استخدمه الأئمة رحمة الله عليهم إذ قالوا التدليس أخو الكذب، فلا حرج إذن في قولهما، إنما الحرج والإشكال في فهمنا لكلام الأئمة عليهم رحمة الله.
مثال آخر، قال الإمام مسلم رحمة الله عليه في مقدمة الصحيح ص19حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا.
قال الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء 4/ 153 فأما قول الشعبي الحارث كذاب محمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد و إلا فلماذا يروي عنه ويعتقده يتعمد الكذب في الدين ...... انتهى كلامه رحمه الله.
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: وقيل إنهم كذبوا رأيه، وقيل إنهم كذبوا حكاياته، وما قاله الذهبي رحمه الله تعالى أولى بالصواب.
والحمد لله رب العالمين
أخي يوسف تأخرت عليكم بسبب انقطاع الكهرباء عندنا لثلاثة أيام متوالية، وأسأل الله تعالى أن يسعدك هذا الرد، ويخرق قلب وعقل خصمك.
أخي الحبيب عندما ترى أنك أجهزت عليه إن شاء الله، وتراه تلعثم وتأتأ، تمثل له بقول جرير:
لما وضعت على الفرزدق ميسمي وعلى البعيث جدعتُ أنف الأخطل ِ
وكتبه أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
¥