تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلاف في الحكم الثابت أنه يجزىء فيه خبر الواحد ونظيره ما لو ثبت أنه أهل ليلة الجمعة بأغمات وأهل بأشبيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم لأن سهيلا يكشف من أغمات ولا يكشف من أشبيلية وهذا يدل على اختلاف المطالع

قلت: وأما مذهب مالك رحمه الله في هذه المسألة فروى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء وروى القاضي أبو إسحاق عن ابن الماجشون أنه إن كان ثبت بالبصرة بأمر شائع ذائع يستغنى عن الشهادة والتعديل له فإنه يلزم غيرهم من أهل البلاد القضاء وإن كان إنما ثبت عند حاكمهم بشهادة شاهدين لم يلزم ذلك من البلاد إلا من كان يلزمه حكم ذلك الحاكم ممن هو في ولايته أو يكون ثبت ذلك عند أمير المؤمنين فيلزم القضاء جماعة المسلمين قال: وهذا قول مالك

السابعة: قرأ جمهور الناس شهر بالرفع على أنه خبر ابتداء مضمر أي ذلكم شهر أو المفترض عليكم صيامه شهر رمضان أو الصوم أو الأيام وقيل: ارتفع على أنه مفعول لم يسم فاعله بـ كتب أي عليكم شهر رمضان و رمضان لا ينصرف لأن النون فيه زائدة ويجوز أن يكون مرفوعا على الابتداء وخبره {الذي أنزل فيه القرآن} وقيل: خبره فمن شهد و الذي أنزل نعت له وقيل: ارتفع على البدل من الصيام فمن قال: إن الصيام في قوله {كتب عليكم الصيام} هي ثلاثة أيام وعاشوراء قال هنا بالابتداء ومن قال: إن الصام هناك رمضان قال هنا بالابتداء أو بالبدل من الصيام أي كتب عليكم شهر رمضان وقرأ مجاهد و شهر بن حوشب شهر بالنصب قال الكسائي: المعنى كتب عليكم الصيام وأن تصوموا شهر رمضان وقال الفراء: أي كتب عيكم الصيام أي أن تصوموا شهر رمضان قال النحاس: لا يجوز أن ينتصب {شهر رمضان} بتصوموا لأنه يدخل في الصلة ثم يفرق بين الصلة والموصول وكذلك إن نصبته بالصيام ولكن يجوز أن تنصبه على الإغراء أي الزموا شهر رمضان وصوموا شهر رمضان وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به

قلت: قوله {كتب عليكم الصيام} يدل على الشهر فجاز الإغراء وهو اختيار أبي عبيد وقال الأخفش: انتصب على الظرف وحكي عن الحسن و ابي عمرو إدغام الراء في الراء وهذا لا يجوز لئلا يجتمع ساكنان ويجوز أن تقلب حركة الراء على الهاء فتضم الهاء ثم تدغم وهو قول الكوفيين

الثامنة: قوله تعالى: {الذي أنزل فيه القرآن} نص في أن القرآن نزل في شهر رمضان وهو يبين قوله عز وجل: {حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة} يعني ليلة القدر ولقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وفي هذا دليل على أن ليلة القدر إنما تكون في رمضان لا في غيره ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر ـ على مابيناه ـ جملة واحدة فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب وذلك في عشرين سنة وقال ابن عباس: أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام نجوما ـ يعني الآية والآيتين ـ في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة وقال مقاتل في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا ونزل به جبريل في عشرين سنة

قلت: وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع أن القرآن انزل جملة واحدة والله أعلم وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

[أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوارة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين]

قلت: وفي هذا الحديث دلالة على ما يقوله الحسن إن ليلة القدر تكون ليلة أربع وعشرين وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان هذا

التاسعة: قوله تعالى: {القرآن} القرآن: اسم لكلام الله تعالى وهو بمعنى المقروء كالمشروب يسمى شرابا والمكتوب يسمى كتابا وعلى هذا قيل: هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا بمعنى قال الشاعر:

(ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير