تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا تأملت هذه الصفة في الحرفين فإنك لا تجد لها أثرًا في النطق إذ الانحراف مرتبط بالمخرج، فلو نُطقَا بغير الانحراف لانعدم الحرف أصلاً، فلو استغنيَ عن ذكرهما بالإشارة إليهما في الحديث عن مخرج اللام والراء.

خامسًا: أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة، وهي الغنة، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق.

سادسًا: ألا يمكن صياغة الصفات صياغة تتناسب مع ما يكون له أثر في النطق، وترك الصفات التي ليس لها أثر مباشرٌ فيه؛ لأنَّ أهم ما في معرفة الصفات كيفية النطق بالحرف العربي نطقًا سليمًا، فلو جُعل هذا هو المعيار في ذكر الصفات لاختُزلت بعض الصفات، ولم يبق منها إلا ما له أثر ظاهر في النطق.

ولا يقال: إن في هذا تغييرًا لما هو مألوفٌ منذ قرون، فهذا التغيير خاضع للاجتهاد، ولا زال العلماء يحررون في العلوم، ويستدرك بعضهم على بعضٍ دون أن يكون في ذلك غضاضة. ولو قيل مثل هذا لابن الجزري لما ترك الصفات التي أوصلها مكي إلى قرابة الأربعين صفة، لكنه حرَّر واجتهد، وكل مشكور مأجور.

بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم.

ولموضوع علم التجويد كلام غير هذا أرجو أن ييسر الله طرحه في هذا الملتقى، والله الموفق.

رجاء: أرجو من الإخوة الكرام المشاركة الهادفة والنقد البناء، والأخذ والعطاء بصدر رحب وسعة بال واحتمال للرأي المقابل والردِّ بالحجج العلمية دون التهويش والأساليب الخطابية التي لا تفيد في ثبوت العلم.

وإني لأرجو أن تكون هذه سمة هذا الملتقى في جميع طروحاته، والله يتولانا جميعًا، ويجعلنا ممن يريد وجهه، ويخدم كتابه إنه سمبع مجيب.


الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
[email protected]

ـ[نياف]ــــــــ[23 - 11 - 05, 10:41 م]ـ
عبارات السلف في الوقف والابتداء

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير