وحذف أحاديث متتابعة في تفسير قوله تعالى من أوائل سورة الحجر: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ)، وهي أحاديث حول من سُمُّوا بالجهنميين، أو بعتقاء الرحمن، لم تصحَّ عنده كذلك)) مقدمة بلحاج بن سعيد شريفي محقق تفسير هود بن محكم (1: 37).
3 ـ حذف الإسناد، واختصر كثيرًا من الآثار، وقد عدَّها محقق الكتاب من عيوب تفسير هود.
4 ـ يذكر كلام يحيى بقوله: (قال بعضهم)، وقد يذكر هذه العبارة عن غيره.
5 ـ أدخل بعض أراء الإباضية من فقه واعتقاد في مختصره هذا، وقد تتبعه المحقق، وبين مواطن ذلك، قال المحقق بلحاج: ((إذا وردت كلمة (أصحابنا) من الشيخ الهواري، فإنما يقصد بها علماء الإباضية، وسيذكرهم بأسمائهم عند تفسير بعض آيات الإحكام خاصة؛ يذكر جابر بن زيد، وأبا عبيد مسلم بن أبي كريمة.
ويزيد أحيانًا: (والعامة من فقهائنا).)) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1: 81).
6 ـ ومن أمثلة ما يغيره من تفسير ابن سلام ليوافق مذهبه، ما ورد في تفسير قوله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض)، فقد ورد تفسير يحيى له، فقال: (لا تشركوا). كذا ورد عند ابن أبي زمنين (1: 122)، ويُنظر ما قاله محقق تفسير هود.
وورد في تفسير هود بن محكم (1: 84): ((قوله: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) بالعمل بالمعصية)).
قال المحقق بلحاج: (( ... وهذا تفسير ابن سلام ولا شكَّ، وما جاء من تغيير في التأويل أو من زيادة مما أثبته من (د و ق و ع)، فهو للشيخ هود الهواري.
وهذا نموذج من عمله في كامل الكتاب، فما جاء في تفسير ابن سلام موافقًا لأصول الإباضية أثبته، وما خالفها حذفه وأثبت مكانه ما وافق رأي الإباضية في مسألة الإيمان والكفر، وفي مسائل أخرى من مسائل الخلاف)) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1: 81).
7 ـ هذا التفسير الذي سار على مذهب الإباضية يُعدُّ أول تفسير لهم، كما نصَّ على ذلك المحقق، فقال: (( ... إننا لا نعلم للإباضية تفاسير كاملة لكتاب الله قبل الهواري إلا تفسيرًا يُنسبُ إلى الإمام عبد الرحمن بن رستم وآخر إلى الإمام عبد الوهاب، وليس ببعيد أن يكون الهواري قد اطَّلع عليهما. وليس بين أيدينا الآن ـ فيما بحثت وعلمت ـ شيء من تفسيريهما حتى نتمكن من المقارنة بين هذه التفاسير، ونخرج بجواب شافٍ في الموضوع.
أما أبو المنيب محمد بن يانس، المفسر الذي ناظر المعتزلة، فلم يؤثر عنه انه ترك أثرًا مكتوبًا في التفسير)) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1: 85).
أقول: وأنا أشك أن يكون قد اطلع على هذين التفسيرين إن كانا موجودين فعلاً، إذ ما الداعي إلى أن يختصر تفسيرًا لا يوافق مذهبه، ويعدل عن التفاسير الموافقة لمذهبه؟!
حالة الاستفادة من الكتاب:
? بما أن المؤلف إباضي المعتقد، فيمكن دراسة أثر هذا المذهب على التفسير من خلال تفسير هود بن محكِّم.
? الموازنة بين ابن أبي زمنين
******************************************
تفسير القرآن العزيز للأمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زَمَنِين، شيخ قرطبة، الإمام الزاهد القدوة (ت: 399).
1 ـ تفسيره من التفاسير المتوسطة.
2 ـ هو تهذيب لتفسير يحيى بن سلام البصري (ت: 200)، وقد ذكر سبب اخصتاره في أمور:
أ ـ وجود تكرار كثير في تفسيره.
ب ـ ذكره لأحاديث يقوم علم التفسير بدونها.
ج ـ قلة نشاط أكثر الطالبين للعلوم في زمانه.
3 ـ وقد زاد على تفسير يحيى (ت: 200) بعض الزيادات، وهي:
أ ـ ما لم يفسره يحيى.
ب ـ أضاف كثيرًا مما لم يذكره من اللغة والنحو على ما نقل عن النحويين وأصحاب اللغة السالكين لمناهج الفقهاء في التأويل.
وقد ميَّز زياداتها بأن بدأها بقوله: (قال محمد).
مميزات التفسير:
1 ـ قِدَمُ التفسيرِ، واعتماده على تفسير متقدم يُعنى بآثار السلف، وتفسير يحيى بن سلام البصري (ت: 200).
2 ـ كون مؤلفه من أهل السنة والجماعة.
¥