تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

روى الإمام أحمد () وابن أبي شيبة في المصنف () والداني () بسند صحيح من طريق نافع بن عمر الجمحي وهو ثقة () عن ابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم:

(أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم لا تستطيعونها قال قيل لها أخبرينا بها قال:فقرأت قراءة ترسلت فيها قال نافع وحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين) اهـ. () ووقفه هنا على:

(الحمد لله). هكذا هو في بعض الروايات عن نافع؟ وليس الموقوف عليه رأس آية، فإذا صح عارض الرواية التي استدل بها على الوقف على رؤوس الآي ودل على أنها رويت بالمعنى.

وفي لفظ قالت:

(الحمد لله رب العالمين تعني (الترسيل) ()) اهـ. () والترسّل والترسيل في القراءة معناه التحقيق، بلا عجلة، يقال ترسّل في قراءته إذا اتأد فيها وتمهل. () و في رواية عن نافع قال: (أظنها حفصة رضي الله عنها) (). وفي رواية عن ابن أبي مليكة: (لا أعلمها إلا حفصة) (). والجهالة بالصحابي لا تضر لكن رواية الليث بزيادة يعلى بن مَمْلك، تدل على أن ابن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة، والليث لم يشك أن الحديث عن أم سلمة فهذا يدل على أنه حفظ. وقد يكون الاختلاف من ابن أبي مليكة

وقد وجدت لرواية الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك متابعا لكنه ضعيف لا ينهض، فقد روى الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار (ت: 569 هـ) من طريق عمر بن قيس الملقب بسندل المكي عن ابن أبي مكليكة عن يعلى بن مَمْلك، قال: كتبتُ إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – فقلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ؟ قالت: (كذا {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين} يبينه اسما اسما وحرفا حرفا، حتى يفرغ) اهـ. () لكن سندل ضعيف بل متروك تركه النسائي وغيره وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه لا يتابع عليه) وقال أيضا (ضعيف بالإجماع) ().

وأما رواية أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، للحديث عن الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة رضي الله عنها عند الطبراني (32/ 292). فزيادته لابن لهيعة بين الليث وبين ابن أبي مليكة لا تعلل رواية الأئمة الحفاظ عن الليث عن ابن أبي ملكة بلا واسطة. وممن رواه عبد الله بن المبارك وصرح فيه بتحديث ابن أبي مليكة للإمام الليث بن سعد () وقتيبة عند الترمذي والنسائي و يزيد بن خالد بن موهب عند أبي داود. كلهم أثبات ثقات وقد خالفوا عبد الله بن صالح كاتب الليث فهي من أوهامه فإن فيه ضعفا. ()

وقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا على الترمذي، فحكى عنه خلاف ما في السنن حين أراد الرد على الطحاوي، وذلك أنه قال: (وأعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال:لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله: فنعتت له قراءة مفسرة حرفا حرفا.وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مَمْلك) اهـ. () بحروفه.

فهذا الذي حكاه عن الإمام الترمذي خلاف ما في سننه وإنما رجح الترمذي رواية الليث التي فيها يعلى بن مَمْلك في موضعين من سننه كما تقدم وهو الذي نقله عنه غير واحد من العلماء () وكذلك هو في تحفة الأشراف للمزي نقلا عن الترمذي (). وأما الطحاوي فقد أشار إلى تعليل الحديث برواية الليث بن سعد لأنه زاد فيه رجلا بين ابن أبي مليكة وبين أم سلمة () كما صنع الترمذي. فاتفق مع الترمذي ولم يختلف معه.

خلاصة القول - الذي يظهر لي - في هذا الحديث أنه حسن وأحسن طرقه طريق الليث وليست صحيحة لأن يعلى بن مَمْلك مستور ولم يحدث عنه إلا ابن أبي مليكة وقد تفرد بالحديث وطريق ابن جريج ضعيفة لاضطراب ابن جريج فيها ولتدليسه ومخالفته للإمام اللّيث بن سعد، والإشكال في جميع الروايات الاختلاف في ألفاظ الحديث، وهذا ما جعل الإمام الطحاوي يضعف الرواية بذلك فإنه قال: (قد اختلف الذين رووه في لفظه) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير