تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذان من التفسير القولي.

3 - أن يتأول أمراً أو نهياً في القرآن.

وهذا هو التفسير الفعلي.

* أمثلة النوع الأول:

1 - أن يبتدر الصحابة بتفسير آية:

وفي هذا قد يذكر -صلى الله عليه وسلم- الآية، ثم يفسرها أو العكس، ومن

أمثلة ذكر الآية ثم تفسيرها، مارواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رضي الله

عنه)، قال:» إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قيل لبني إسرائيل

] ادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ [[البقرة: 58] فدخلوا يزحفون

على أستاههم: (أدبارهم) وقالوا:» حبة في شعرة «[3].

ومن أمثلة ذكر معنى الآية ثم ذكر الآية، ما رواه البخاري ومسلم عن أبي

موسى الأشعري (رضي الله عنه): قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:» إن

الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ] وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذَا أَخَذَ القُرَى

وَهِيَ ظَالِمَةٌ إنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [[هود: 102] «[4].

2 - أن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم:

ومن أمثلته، ما رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت وأبي الدرداء في

سؤالهما عن البشرى في قوله تعالى] لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا

تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ [[يونس: 64] جاء في حديث أبي الدرداء: أن رجلاً من مصر سأله عن هذه الآية، فقال له أبو الدرداء: ما سألني عنها أحد

منذ سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما سألني عنها أحد غيرك منذ

أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له «[5].

3 - أن يتأوّل أمراً أو نهياً في القرآن:

التأوّل: ما يقوم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أفعالٍ تكون مفسرة

للخطاب القرآني، وموضحة للمراد منه.

إن إدخال الأفعال النبوية في (التفسير النبوي) يحتاج إلى تحرير، إذ يقع

سؤال مهم في هذا الباب، وهو كالتالي:

إلى أي مدى يفسّر الفعلُ النبوي القرآنَ؟

فمثلاً .. قوله تعالى] أقيموا الصلاة [أمر بإقامة الصلاة، فما التأوّل النبوي

لهذا الأمر القرآني؟

هل يدخل في تفسير هذا الأمر تفاصيل الصلاة؟

الظاهر في هذه المسألة أن ما يفهم به الخطاب القرآني من أفعال النبي -صلى

الله عليه وسلم- فإنه من التفسير النبوي.

أما دخول تفاصيل الأفعال فمحلّ نظر [6]. والله أعلم.

* ومن أمثلة التأوّل النبوي مايلي:

1 - عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:» لما نزلت] وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ

الأَقْرَبِينَ [[الشعراء: 214] صَعِد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا فجعل

ينادي: يابني فهر، يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم

يستطع أن يخرج أرسل رسولاً ينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال:

أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟

قالوا: نعم، ماجربنا عليك إلا صدقا.

قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.

فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟

فنزلت] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ [

[المسد: 1، 2] «[7].

2 - وعن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي -صلى

الله عليه وسلم- صلاةً بعد أن نزلت عليه] إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [

[النصر: 1] إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.

وفي رواية أخرى عنه عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله -

صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا

وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأوّل القرآن «[8].

* ثانياً: أنواع التفسير بالسنة:

مر أن التفسير بالسنة يشمل كل إفادة يستفيدها المفسر من السنة في تفسير

القرآن، ولذا فإن هذه الإفادة لايمكن حصرها، وإنما أضرب لذلك نوعين، وأذكر

أمثلة لهما.

1 - أن يرد في كلامه مايصلح أن يكون تفسيراً لآية:

قد يذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيراً

لآية غير أنه لم يورده مورد التفسير، فيعمد المفسر إلى مثل هذا الكلام النبوي

فيجعله تفسيراً لآية.

والمفسر حين يقوم بهذا العمل يكون مجتهداً في الربط والتوفيق بين معنى

الآية ومعنى الحديث الذي يراه مفسراً لها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير