تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ورد ربطُ معنى حديث بآية يفسرها عن الصحابة والتابعين، ومن أمثلة

ذلك عندهم مايلي:

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه

وسلم- يقول:» مامن بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً

من مس الشيطان، غير مريم وابنها «ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم:

] وَإنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [[آل عمران: 36] «[9].

2 - في تفسير قوله (تعالى):] الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ [[النجم: 32] روى الطبري عن ابن عباس أنه قال:» ما رأيت شيئاً أشبه

باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:» إن الله كتب على

ابن آدم حظه من الزنى، أدركه ذلك لامحالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان

المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه «[10].

3 - وروى الطبري عن سعيد عن قتادة، في قوله (تعالى):] وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً

عَلِياً [[مريم: 57] قال: حدثنا أنس بن مالك أن -صلى الله عليه وسلم- الله حدث

أنه عرج به إلى السماء، قال:» أتيت إدريس في السماء الرابعة «[11].

ففي هذه الأمثلة تجد أن الصحابي أو التابعي ذكر قولاً نبوياً مفسراً للآية.


(1) انظر: الوجه الثالث من أوجه بيان السنة للقرآن (بيان أحكام زائدة على ماجاء في القرآن في التفسير والمفسرون، للذهبي 1/ 58.
(2) يلاحظ أن من بحث المقدار الذي فسره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحرر هذه المسألة؛ لأنه إذا أدخل كل تفسير بالسنة فإن التفسير كثير، أما إذا خصّه بالتفسير النبوي الصريح فلاشك أنه قليل.
(3) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 154) وغيره.
(4) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 205).
(5) رواه الترمذي 5/ 286، برقم 3106، وانظر جامع الأصول ج 2، برقم الأحاديث التالية: (653، 665، 666، 714، 749، 772، 786، 883، 884).
(6) هذه المسألة تحتاج إلى بحث وتحرير ومما يلاحظ أن من بحث في المقدار الذي فسره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يتعرض لهذه المسألة، مع أهميتها في تحديد الأكثر والأقل في تفسيره.
(7) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 360).
(8) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 605).
(9) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 60).
(10) تفسير الطبري (ط: الحلبي 27/ 6566.
(11) تفسير الطبري (ط: الحلبي 16/ 97 وانظر سنن الترمذي 5/ 316 برقم 3157.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:55 ص]ـ
مصادر التفسير
(2)
التفسير بالسنة
-الحلقة الثانية-
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار

في الحلقة الماضية تحدث الكاتب عن التفسير بالسنة من حيث: تحرير
مصطلح التفسير بالسنة، وتحرير مصطلح التفسير النبوي، وأنواع كل منهما،
وأمثلة من كل نوع، ويتابع في هذه الحلقة استكمال عناصر هذا الموضوع.
- البيان -
ثلاث مسائل متممة للحديث عن التفسير بالسنة:
المسألة الأولى: التفسير بالسنة عند المحدّثين:
يورد المحدثون التفسير النبوي والتفسير بالسنة في كتبهم تحت كتاب يعنونونه
بـ (كتاب التفسير).
وممن كتب في هذا الباب: الإمام البخاري في صحيحه، والنسائي في سننه
الكبرى، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه [1].
وما أريد إبرازه هنا أمران:
الأول: أن استعمالهم للتفسير بالسنة كثير.
الثاني: أن ربطهم معنى الحديث بالآية وذكر ذلك تحت آية من الآيات التي
يعنونون بها الأبواب هو اجتهاد خاص بهم، مما يعني أنهم شاركوا في هذا الجانب
من التفسير.
وقد كان هؤلاء المحدّثون يحرصون على إيراد مايصلح من كلام النبي -صلى
الله عليه وسلم- تفسيراً لآية، ولو من طرف خفي.
بل كانوا يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يوردون مايتعلق بالآية من
الأحاديث لأي سبب كان؛ كذكر بعض لفظ الآية في الحديث أو ذكر قراءة الرسول
-صلى الله عليه وسلم- لتلك الآية في زمن مخصوص، أو غير ذلك من الأسباب،
وهذا يدل على مدى حرصهم واهتمامهم بربط الآية بما يتعلق بها من الحديث النبوي، وإن لم يكن جائياً في مساق التفسير، وقد أشار إلى هذا بعض شراح صحيح
الإمام البخاري، ومنهم:
1 - أبو مسعود الكنهكوهي (ت: 1323)، قال: ثم الذي ينبغي التنبه له:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير