تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصحابة [17]، وكثيراً ما تراه يكتفي بأن ينسب التفسير إلى المتأخرين من المفسرين كالزجاج والزمخشري وابن عطية والقرطبي وأبي حيان وابن كثير ... وغيرهم.

إن في هذا المسلك ما يقطعُ على طالب العلم شرف الوصول إلى علوم هؤلاء

الصحابة وأفهامهم، بل قد يجعله ينظر إلى أقوالهم نظر المقلّلِ من شأنها، ويرى أن

تفسيراتهم سطحيّة، لا عمق فيها، ولا تقرير!!.

وهذا خطأ مَحْضٌ، ومجانبة الصواب، وإنما كان سبيل أهل العلم الراسخين

فيه أنهم (يتكثّرون بموافقة الصحابة)، وانظر كم الفرق بين أن يُقال: هذا قول ابن

عباس في الآية، أو يقال: هذا قول الزجاج أو ابن عطية أوغيرهم في الآية.

فانظر إلى ما ستميل إليه نفسك؟، وأي قول سيطمئن له قلبك؟.

5 - سلامة قصدهم:

لم يقع بين الصحابة خلافٌ يُؤَثّر في علمهم، بحيث يوجّه آراءهم العلمية إلى

ما يعتقدونه، وإن كان مخالفاً للحق، بل كان شأن الخلاف بينهم إظهار الحق، لا

الانتصار للنفس أو المذهب الذي ذُهِبَ إليه.

لقد ظهر خلاف أمرهم في الخلاف فيمن بعدهم من أصحاب العقائد الباطلة؛

كالخوارج، والمرجئة، والجهمية، والمعتزلة، وغيرهم، فظهر في أقوالهم مجانبةُ

الحق، وكثر الخلاف بسبب كثرة الآراء الباطلة، مما جعل القرآنَ عُرضةً

للتحريف والتأويل، إذ كلّ يصرفه إلى مذهب، وهذا مما سلم منه جيل الصحابة،

فلم يتلوّث بمثل هذه الخلافات.

ولهذا جاء تفسيرهم بعيداً عن إشكالات التأويل، وصرف اللفظ القرآني إلى ما

يناسب المذهب، أو غيرها من الانحرافات في التفسير.


(1) المدخل إلى السنن الكبرى، ص 16.
(2) انظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، ص109 110.
(3) انظر: بدائع التفسير، ج2 ص216، وج3 ص313، 402، 404، وشفاء العليل، ص54.
(4) انظر: الموافقات بتحقيق محيي الدين عبد الحميد، ج3 ص 218 219.
(5) الموافقات، ج3 ص 225 (بتصرف).
(6) الدرر المنثور، ج3 ص 161، وانظر: المستدرك.
(7) الموافقات، ج3 ص 229، وقد أحال في هذه المسألة على النوع الثاني من المقاصد (ج2ص44)، والموافقات، ج3 ص 227.
(8) انظر: فتح الباري، ج8 ص34.
(9) انظر: فتح الباري، ج8 ص 35.
(10) انظر: فتح الباري، ج8 ص 37.
(11) انظر: الموافقات، ج3 ص 218.
(12) يعني ابن مسعود (رضي الله عنه).
(13) فتح الباري، ج8 ص249.
(14) المستدرك، ج2 ص258.
(15) المستدرك.
(16) بدائع التفسير، ج3 ص404.
(17) وأيضاً التابعين وأتباعهم ممن لهم عناية بالتفسير.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:57 ص]ـ
مصادر التفسير
(4)
تفسير الصحابة للقرآن
- الحلقة الثانية -
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار

كانت الحلقة السابقة هي الأولى من تفسير الصحابة، والرابعة من هذه
السلسلة، وقد تحدث فيها الكاتب عن: قدر الصحابة، ثم عن أهمية تفسيرهم،
ويواصل في هذه الحلقة بقية الموضوع.
- البيان -
مصادر الصحابة في التفسير:
للتفسير مرجعان:
الأول: ما يَرْجِعُ إلى النقل.
والثاني: ما يرجع إلى الاستدلال [1].
ويمكن توزيع مصادر الصحابة على هذين المرجعين؛ لأن تفاسير الصحابة:
منها ما يرجع إلى النقل، ومنها ما اعتمدوا فيه على استنباطهم، وهم فيه مجتهدون.
تفصيل مصادر الصحابة:
أولاً: ما يرجع إلى النقل، ويندرج تحته قسمان:
الأول: ما يرجع إلى المشاهدة، وتحته ما يلي:
1 - أسباب النزول.
2 - أحوال من نزل فيهم القرآن.
وهذان بينهما تلازم في حالة ما إذا كان سبب النزول متعلقاً بحال من أحوال
من نزل فيهم القرآن.
الثاني: ما يرجع إلى السماع، ويندرج تحته ما يلي:
1 - ما يروونه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من التفسير النبوي الصريح.
2 - ما يرويه بعضهم عن بعض.
3 - ما يروونه من الغيبيّاتِ.
ثانياً: ما يتعلق بالفهم والاجتهاد (الاستدلال)، ويندرج تحته ما يلي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بأقوال الرسول مما ليس نصّاً في التفسير.
3 - التفسير اللغوي (المحتملات اللغوية).
4 - المحتملات المرادة في الخطاب القرآني، أو ما يرجع إلى احتمال النص
القرآني أكثر من معنى.
تفصيل هذه المصادر:
أولاً: ما يَرْجِعُ إلى النّقْلِ:
الأول: ما يتعلق بالمشاهدة:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير