تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا أحد الأسباب التي تستدعي حكاية الإجماع في كل زمن بحسبه؛ بحيث

يقوم العلماء برد مقالة كل ضال متقوِّل في القرآن برأيه أو هواه، مُفسِّر له على

غير تنزيله وتأويله الذي أطبق عليه السلف، مبينين مجافاة ذلك القول لإجماع

السلف.

السبب الرابع: ذكر الإجماع على تفسير آية للاحتجاج به في ترجيح قول

على قول في تفسير آية أخرى. وذلك عندما يذكر المفسرون الخلاف في تفسير آية، فإنهم يستعينون في الترجيح بين الأقوال على جملة من المرجحات، ومن أهمها:

ورود إجماع في آية لها علاقة بالآية المختلف فيها، وأكثر المفسرين استعمالاً لهذا

الإمام الطبري رحمه الله.

ومن أمثلة ذلك:

1 - لما ذكر رحمه الله الخلافَ بين المفسرين في اليوم الذي عنى الله

تعالى بقوله:] وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ [

(آل عمران: 121)، فقيل: المراد به غزوة أحد، وقيل: بل عنى يومَ

الأحزاب، وقيل: بل عنى يومَ بدر. ثم رجح الطبريُّ أن المعنيَّ بها يوم أحد،

وقال معللاً ترجيحه لهذا القول بأن «الله عز وجل يقول في الآية التي بعدها:

] إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلا [(آل عمران: 122)، ولا خلاف بين أهل

التأويل: أنه عُني بالطائفتين بنو سَلِمة وبنو الحارثة، ولا خلاف بين أهل السِّيَر

والمعرفة بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ذكر الله من أمرهما

إنما كان يوم أُحُدٍ دون يوم الأحزاب» علماً بأنه لم يذكر الإجماع على ذلك

عندما فسر قوله:] إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلا [(آل عمران: 122).

ولأجل هذا السبب غالباً ما تجد الإجماع في تفسير الآية في غير مظنته، مما

يعني ضرورةَ جمعِ ما حكى المفسرون الإجماع عليه في تفاسيرهم، ليوضع في

مَظِنته، تسهيلاً لمراجعته.

السبب الخامس: دفع توهم معنى فاسد:

اعتنى المفسرون رحمهم الله في تفسيرهم للقرآن بدفع ما يتوهم من المعاني

الباطلة التي قد تقع في أذهان بعض الناس لسبب من الأسباب، وقد يحكون الإجماع

في تفسير الآية؛ لأجل دفع ذلك الوهم الفاسد.

ومن أمثلة ذلك:

1 - ما ذكره المفسرون عند قوله تعالى:] وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ

فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ [(البقرة: 34)؛ حيث ذكروا

أن السجود لآدم لا يراد به سجودُ التعبد إجماعاً، قال الرازي: «أجمع المسلمون

على أن ذلك السجود ليس سجودَ عبادة».

2 - ما ذكره ابن عطية من إجماع المفسرين على أن السجود الواردَ في قوله

تعالى:] وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً [(يوسف: 100)، كان

سجودَ تحيةٍ لا عبادة.

السبب السادس: مخالفة تأويل الآية للظاهر أو الغالب في الاستعمال:

ومن أمثلة ذلك:

1 - ما ذكره المفسرون من الإجماع على أن المراد بقوله تعالى:] فَاقْتُلُواْ

أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ [(البقرة: 54)، هو الأمر بأن يقتلَ بعضهم

بعضاً؛ وذلك لأن ظاهر الأمر في الآية دالٌّ على أن كل واحد يقتل نفسه بيده؛ بيد

أن المراد هو أن يقتل بعضهم بعضاً، لكنه نُزِّل منزلة النفس، لبيان شدة الاتصال

وكمال القرب.

ونظير هذه الآية قوله تعالى:] وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [

(النساء: 29)، وقوله جل ذكره:] وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [(الحجرات: 11).

السبب السابع: ألا يرد في ألفاظ الآية ما يدل على المراد بها صراحة، مما

لا يتم معناها إلا به، فيحتاج المفسر إلى التصريح بالإجماع على ذلك المراد لقطع

احتمال غيره.

ومن أمثلته:

ما حكاه المفسرون من الإجماع على أن القيام المذكور في قوله تعالى:

] الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ [

(البقرة: 275)، إنما هو في يوم القيامة.

وقريب منه: أن يذكر الإجماع على إلحاق ما لم يذكر في الآية لقوة الصلة،

وانعدام الفرق بين المذكور والمحذوف.

ومن أمثلته:

1 - ما حكاه المفسرون من الإجماع على أن شَحْمَ الخِنزير داخل في عموم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير