تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد نقل الحافظ في الفتح فيما يتعلق بالقراءات ومسائلها عن أكثر من أربعين مصدراً، منها ما هو من كتب القراءات وعلومها كالتوجيه والرسم ونحوهما، ومنها كتب في التفسير وعلوم القرآن، وكتب في الحديث وشروحه، وكتب في اللغة وغيرها، وهناك نقولات عديدة نسبها إلى قائليها، لكنه لم يحدد أسماء الكتب المنقولة عنها ([32])، فاجتهدت في معرفة أسماء هذه المصادر وتحديد مواضع النقل منها إن كانت موجودة، والتنبيه إلى المفقود منها، مع الإشارة -باختصار- إلى طريقته في النقل عنها جميعاً، ويمكن تقسيم مصادره إلى أربعة أنواع على النحو الآتي:

النوع الأول: المصادر التي تكرر ذكرها ونقل عنها كثيراً ([33]) وهي:

1 - كتاب ((القراءات)) لأبي عبيد ([34]) (ت224هـ)

نقل عنه الحافظ في مواضع عدة ([35]) وسمّى الكتاب ومؤلفّه، بل اعتمده واعتبر أن ما فيه إنما هو القراءات المشهورة، فقد قال عن قراءة الأعمش ([36]): ((وما أوتوا من العلم إلاّ قليلا)) ([37]) ما نصه: (وليست هذه القراءة في السبعة، بل ولا في المشهور من غيرها، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش) ([38]) أهـ، وقال في موضع آخر عن قراءة عمر –رضي الله عنه- (وظنّ داود أنّما فتناه) ([39]) بتشديد التاء: (وأما قراءة عمر فمذكورة في الشواذ ولم يذكرها أبو عبيد في القراءات المشهورة). ([40])

قلت: قراءة " وما أوتوا" المذكورة مخالفة للرسم، وقراءة "فتناه" بتشديد التاء لم تشتهر، وعليه فالقراءتان شاذتان، ولهذا السبب – والله أعلم – لم يذكرهما أبوعبيد في كتابه. ([41])

وأما الكتاب المذكور فهو في حكم المفقود -فيما أعلم-، وقد ذكره ابن الجزري وغيره. ([42])

2 - ((معاني القرآن)) للفراء ([43]) (ت:207هـ)

وقد نقل عنه كثيراً ([44])، ونص على تسمية الكتاب والمؤلف، ومن ذلك قوله في قراءة ((نُصُب)) من قوله تعالى:"إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ" ([45]) قال: (وكذا ضبطه الفراء عن الأعمش في ((كتاب المعاني)) وهي قراءة الجمهور) أهـ، وفي نفس الصفحة أيضاً: (والذي في ((المعاني للفراء)) النصب .. الخ)، وفيها أيضاً: (كذا قال الفراء في المعاني) ([46]) أهـ، كما نقل عنه توجيه قراءة ((فصُرْهن إليك)) ([47]) بضم الصاد وكسرها فقال: (وعن الفراء الضم مشترك، والكسر القطع فقط .. الخ كلامه) ([48]).

3 - كتاب "المصاحف" لابن أبي داود ([49]) (ت316هـ)

نقل عنه عدة قراءات ونصّ على تسميته فقال مثلاً في القراءة الشاذة"ألاّ يطَّوّفَ بهما" ([50]): ( .. حكاها الطبري وابن أبي داود في المصاحف .. ) الخ ([51])، وفي موضع آخر: (وأخرج ابن أبي داود في ((كتاب المصاحف)) بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ ((إذا جاء فتحُالله والنّصر))) ([52]) أهـ.، وفي القراءة الشاذة في آل عمران: (الله لا إله إلاّ هو الحي القيام) ([53]) قال: (وأخرج ابن أبي داود في ((المصاحف)) من طرق عن عمر أنه قرأها كذلك) ([54]) أهـ.

4 - كتاب ((السبعة)) لابن مجاهد ([55]) (ت324هـ)

وهذا الكتاب نصّ الحافظ على تسميته، ونقل عنه بعض القراءات، وأشار إليه عند كلامه عن بعض مسائلها، فمن القراءات التي نقلها عنه قوله في قراءة ((نُصُب)) المتقدمة آنفاً: (وفي كتاب السبعة لابن مجاهد: قرأها ابن عامر بضمتين) ([56]) أهـ، وفي موضع آخر أشار إلى قراءة رواها ابن مجاهد، ولم يذكر اسم الكتاب -وهي موجودة في ((السبعة)) - فقال: (إلا رواية ابن مجاهد عن قنبل .. ) ([57]).

5 - ((إعراب السمين)) = الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي ([58]) (ت756هـ)

وقد نقل عنه في مواضع متفرقة، ونصّ على أنه لخصّ بعض اللغات منه، منها أنه ذكر اللغات في ((جبريل)) ثم قال: (لخصته من إعراب السمين) ([59]) أهـ، وفي موضع آخر ذكر اللغات في ((أفٍّ)) ثم قال: ( .. ولخص ضبطها صاحبه ([60]) الشهاب السمين ولخصته منه) ([61]) أهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير