تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (11/ 631 - 633):

(إن من المقرر عند العلماء أنه لا يجوز التقرب إلى الله بما لم يشرعه الله, ولو كان أصله مشروعا كالأذان مثلا لصلاة العيدين, وكالصلاة التي تسمى بصلاة الرغائب, وكالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم عند العطاس , ومن البائع عند عرضه بضاعته للزبون - ونحو ذلك كثير وكثير جدا - من محدثات الأمور التي يسميها الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ ب" البدع الإضافية " وحقق في كتابه العظيم حقا " الاعتصام " دخولها في عموم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " (2)

2 - قول كلمة (آب)

عن مجاهد ـ رحمه الله ـ قال:عطس ابن لعبد الله بن عمرـ رضي الله عنه ـ فقال: آب. فقال ابن عمر: وما آب؟ إن آب اسم شيطان من الشياطين جعلها بين العطسة, والحمد) (1)

قال إبراهيم: إن شيطاناً يسمى أهاب , فمن عطس , فليخفض من صوته , ولا يقل: أهاب ,وكذلك كانوا يكرهون أن يقول: أشهب إذا عطس).

3 - السلام عند العطاس:

جاء عند الترمذي وأبي داوود أن رجلاً عطس عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: السلام عليكم , فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (وعليكم السلام وعلى أمك) ثم قال: (إذا عطس أحدكم فليحمد الله) قال: فذكر بعض المحامد: وليقل له من عنده: يرحمك الله وليرد يغفر الله لنا ولكم) (1)

ويحدث هذا لكثير من الناس إذا عطس أو سمع من يعطس قال: السلام عليكم وغالب هؤلاء إن لم يكن جميعهم تحدث منهم على غفلة دون تعمد والله أعلم (2)

قال بن حجر (الفتح 10/ 60): (ولا أصل لما اعتاده كثير من الناس من استكمال قراءة الفاتحة بعد قوله: الحمد لله رب العالمين، وكذا العدول من الحمد إلى أشهد أن لا إله إلا الله أ وتقديمها على الحمد فمكروه) أ. هـ

4 - استبدال الحمد ببعض الكلمات الأجنبية:

يقول الشيخ عبد السلام في (السنن والمبتدعات): (وقد ترك هذه السنة الجليلة (أي الحمد) كثير من الناس, واستعاضوا عنها بسنة إفرنجية خسيسة وهي قولهم: سلوتي , اجراستي (.

5 - بدعة قولهم (صحة) للعاطس: عطس أو لم يعطس , وهذه الكلمة في هذا الموطن لا أصل لها لا من كتاب, ولا من سنة

حكم الحمد للعاطس وحكمته

نقل الإمام النووي – رحمه الله – اتفاق العلماء على استحباب الحمد للعاطس كما في الأذكار ((ص:24)).

وبوب الإمام البخاري – رحمه الله – باب الحمد للعاطس.

قال الحافظ (10/ 60): (أي مشروعيته، وظاهر الحديث يقتضي وجوبه لثبوت الأمر الصريح به، ولكن نقل النووي الاتفاق على استحبابه) أ. هـ

قال ابن القيم – رحمه الله – (زاد المعاد 2/ 400):- (ولما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة, ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه ,التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة، شرع له حمد الله على هذه النعمة، مع بقاء أعضائه على التئامها, وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها).

وقال (2/ 401): (وقيل: تشميت له بالشيطان، لإغاظته على نعمة العطاس، وماحصل له من محبة الله, فإن الله يحبه).

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: (ص:493) ط (مؤسسة الرسالة ناشرون في مجلد واحد): (قال ابن هبيره:- فإذا عطس الإنسان استدل بذلك من نفعه بصحة في بدنه ,وجودة مطعمه، واستقامة قوته , فينبغي له أن يحمد الله, ولذلك أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحمد الله).

تنبيه:- قال الرازي من الأطباء: العطاس لايكون أول مرض أبداً إلا أن تكون له زكمة) المصدر السابق.

قال الحافظ ـ رحمه الله ـ (الفتح 7/ 602): (قال الحليمي: الحكمة في مشروعية الحمد للعاطسين ,أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس ,وبسلامته تسلم الأعضاء, فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة، فناسب أن تقابل بالحمد له لما فيه من الإفراد لله بالخلق والقدرة، وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع) أ.هـ

ماينبغي على الحامد

قال الإمام النووي (الأذكار ص 42): (وأقل الحمد التشميت, وجوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير