تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العلامة ابن عثيمين (شرح رياض الصالحين 2/ 1163): (ولابد أن يكون حمد العاطس مسموعاً) , وفي شرح السنة للبغوي (6/ 366): (وفيه دليل على أنه ينبغي أن يرفع صوته للتحميد حتى يسمع من عنده حتى يستحق التشميت).

ومراده بالحديث حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في البخاري: (كان حقاً على كل مسلم سمعه ,أن يشمته) وسيأتي إن شاء الله

العطاس في الخلاء

إن هذه المسألة تدخل في حكم ذكر الله ـ عزوجل ـ في الخلاء

قال العلامة ابن عثيمين):شرح رياض الصالحين 2/ 1161): (العلماء ـ رحمهم الله ـ يقولون: إذا عطس - وهو في الخلاء - فلا يقول بلسانه الحمد لله , ولكن يحمده بقلبه لأنهم يقولون ـ رحمهم الله ـ أن الإنسان لايذكر الله في الخلاء).

وفي الفتح (10/ 606): (السادس ممن يمكن أن يستثنى: من كان عند حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله، كما إذا كان على الخلاء , أو في جماعة فيؤخر, ثم يحمد الله فيشمت).

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (الأذكار ص:28): (يكره الذكر , والكلام حال قضاء الحاجة , سواء كان في الصحراء , أو في البنيان , وسواء في ذلك جميع الأذكار, والكلام , إلا كلام الضرورة حتى قال بعض أصحابنا:إذا عطس لايحمد الله تعالى , ولايشمت عاطساً , ولايرد السلام, ولايجيب المؤذن , ويكون المسلم مقصراً لايستحق جواباً.

والكلام بهذا كله مكروه كراهة تنزيه ولايحرم , فإن عطس فحمد الله بقلبه , ولم يحرك لسانه فلا بأس).

إن الله يحب العطاس

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله يحب العطاس , ويكره التثاؤب)) رواه البخاري ()

قال ابن حجر (الفتح 10/ 607): (قال الخطابي: معنى المحبة, والكراهة فيهما منصرفة إلى سببهما، وهو بخلاف التثاؤب فإنه من علة امتلاء البدن , وثقله مما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل, والتخليط فيه ,والأول يستدعي النشاط للعبادة ,والثاني على عكسه)

وقال ابن القيم (زاد المعاد 2/ 401): (وقيل هو تشميت له بالشيطان لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس، وما حصل له به من محاب الله، فإن الله يحبه، فإذا ذكر العبد الله وحمده , ساء ذلك الشيطان من وجوه منها: نفس العطاس الذي يحبه الله , وحمد الله عليه , ودعاء المسلمين له بالرحمة، ودعاؤه لهم بالهداية، وإصلاح البال , وذلك كله غائظ للشيطان, ومحزن له، فتشميت المؤمن يغيظ عدوه ,وحزنه ,وكآبته, فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتاً له، لما في ضمنه من شماتته لعدوه ,وهذا معنى لطيف إذا انتبه له العاطس والمشمت، انتفعا به، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس

في البدن والقلب، وتبين السر في محبة الله له, فلله الحمد الذي هو أهله كما ينبغي لكريم وجهه ـ عز جلاله ـ)

قال العلامة ابن عثيمين (شرح رياض الصالحين 2/ 1161):

(العُطاس من الله يحبه الله كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس) , والسبب في ذلك: أن العطاس يدل على النشاط، والخفة ولهذا تجد الإنسان إذا عطس نشط، والله -عز وجل- يحب الإنسان النشيط الجاد، وفي الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير) (1) والعطاس يدل على الخفة والنشاط لهذا كان محبوباً إلى الله).

تنبيه:

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (زاد المعاد 2/ 403):

(وأما سنة العطاس الذي يحبه الله، وهو نعمة، ويدل على خفة البدن، وخروج الأبخرة المحتقنة، فإنما يكون إلى تمام الثلاث، وما زاد عليها يُدعى لصاحبه بالعافية).

وقال ابن حجر (الفتح 10/ 607): (إن الله يحب العطاس، يعني الذي لا ينشأ عن زكام، لأنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت).

قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ: (فإن قيل, فإذا كان مرضاً فينبغي أن يشمت بطريق الأولى لأنه أحوج إلى الدعاء من غيره، قلنا: نعم لكن يدعى له بدعاء يلائمة, لا بالدعاء المشروع للعاطس بل من جنس دعاء المسلم للمسلم بالعافية).

قال العلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ:

(وإذا كان العطاس يحبه الله ـ تبارك وتعالى ـ فلا يعني ذلك أن يكثر منه؛ فالإكثار منه غير جيد؛ لأنه مرض، ولهذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا زاد العاطس على ثلاث لا يشمته، ويقول: مزكوم!)

آداب العطاس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير