جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية- (19/ 8)
وليس في المنزل من عند الله شيء أكثر ما في الباب أنه {إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} فغاية ذلك غلط في اللسان يتداركه الله فلا يدوم. وجميع ما تلقته الأمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حق لا باطل فيه؛ وهدى لا ضلال فيه؛ ونور لا ظلمة فيه. وشفاء ونجاة. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وقال أيضا
كما في مجموع الفتاوى (15/ 190)
ومثل هذا الظن قد يكون من إلقاء الشيطان المذكور في قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} إلى قوله: {صراط مستقيم} وقد تكلمنا على هذه الآية في غير هذا الموضع. وللناس فيها قولان مشهوران؛ بعد اتفاقهم على أن التمني هو التلاوة والقرآن كما عليه المفسرون من السلف كما في قوله: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون} وأما من أول النهي على تمني القلب فذاك فيه كلام آخر؛ وإن قيل: إن الآية تعم النوعين؛ لكن الأول هو المعروف المشهور في التفسير وهو ظاهر القرآن ومراد الآية قطعا لقوله بعد ذلك: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}. وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا
لم يتكلم به النبي؛ لكن قد يكون في ظنه الذي يتكلم به بعضه النخل ونحوها وهو يوافق ما ذكرناه. وإذا كان التمني لا بد أن يدخل فيه القول ففيه قولان: " الأول " أن الإلقاء هو في سمع المستمعين ولم يتكلم به الرسول وهذا قول من تأول الآية بمنع جواز الإلقاء في كلامه. و " الثاني " - وهو الذي عليه عامة السلف ومن اتبعهم - أن الإلقاء في نفس التلاوة كما دلت عليه الآية وسياقها من غير وجه كما وردت به الآثار المتعددة ولا محذور في ذلك إلا إذا أقر عليه فأما إذا نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته فلا محذور في ذلك وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة إلا إذا أقر عليه. ولا ريب أنه معصوم في تبليغ الرسالة أن يقر على خطأ كما قال: {فإذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به فإني لن أكذب على الله} ولولا ذلك لما قامت الحجة به فإن كونه رسول الله يقتضي أنه صادق فيما يخبر به عن الله والصدق يتضمن نفي الكذب ونفي الخطأ فيه. فلو جاز عليه الخطأ فيما يخبر به عن الله وأقر عليه لم يكن كل ما يخبر به عن الله. والذين منعوا أن يقع الإلقاء في تبليغه فروا من هذا وقصدوا
خيرا وأحسنوا في ذلك؛ لكن يقال لهم: ألقى ثم أحكم فلا محذور في ذلك. فإن هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه فإنه إذا موقن مصدق برفع قول سبق لسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه.
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=93469#post93469
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:25 ص]ـ
**
طلب الشيخ من الأخوة المشاركة في الموضوع ...
... فجزاه الله خيراً
وإضافة إلى طلب الشيخ ... فهذا الموضوع المطروح .. فيه (هذا الأمر العظيم) كما قال أبو جعفر النحاس ...
فالمشاركة ضرورية وهامة على أي حال.
ولما كتبت ما زاد الكلام على الاستشهاد بالشيخ أحمد شاكر رحمه الله والعلماء من أئمة التفسير والحديث كابن كثير والقرطبي والشوكاني وغيرهم وغيرهم كالذين ذكرناهم .. والذين لم نذكرهم
ثم ما ذكره الشيخ من كلام ابن تيميه ...
وبالرجوع إلى كلام شيخ الإسلام لم نجد فيه ما حسبه الشيخ الفقيه تأييداً لقصة الغرانيق .. بل وجدناه يضعف قصة السجود للغرانيق في رده على ابن بطال.
ويقول في لفظ صريح (يقال: هذا ضعيف)
ووجدنا إماماً كالبخاري يستخرج حكماً فقهياً من حديث سجود المشركين ويؤيده ابن تيميه في ذلك لأن السجود في رأي الإمامين كان لله (ليس للغرانيق) ...
وكان يكفي على مدى علم الفقير .. أن تكون رواية البخاري واستدلاله بسجود المشركين على رأيه الفقهي .. دليلاً يطمئن به طالب العلم والعلماء في بيان سقوط رواية سجود المشركين للغرانيق،
ويزيده أن يكون هو قول شيخ الإسلام ..
خاصة أن الرواية الصحيحة التي رواها البخاري فيها سجود الجن ...
.. ولا يعقل أن يقال أن الجن سجدت للغرانيق أيضاً؟!
فأين الخوض في آيات الله في ذلك ..
وكيف أصبح هذا الكلام كلام الظالمين الذين نصح الشيخ بعدم القعود معهم استدلالاً بالآية؟!
وهل كان الشيخ في حاجة إلى أن يختم كلامه بهذه الآية؟
قال الشيخ
فلعل الله أن ييسر من يناقش المسألة بطريقة علمية صحيحة من ناحية حديثية وغيرها حتى تحصل الفائدة.
أما يسر الله حتى الآن؟!
.. إذا كان مراد الشيخ من يدرس لبين عوار هذه الروايات فقد فعل الأئمة والحمد لله ..
ومنَّ الله علينا بعلماء الأمة الذين تناولوا هذه القصة الغرنوقية بالبحث والدرس وتفنيد الأسانيد وخلصوا إلى بطلانها ..
من أقربهم إلينا عهداً الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في نصب المجانيق
ونُذَكِّر هنا بما كتبه الشيخ الألباني في رده على ابن حجر رحمهما الله
تعقيباً على قول ابن حجر .. "فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضا "
قال: فإن فيه إشارة إلى أن ليس هناك إسناد صحيح موصول يعتمد عليه وإلا لعرج عليه وجعله أصلا وجعل الطريق المرسلة شاهدة ومقوية له.
أما إذا كان يريد الشيخ بهذا من يدرس الروايات ليبين صحة قصة الغرانيق .. وأن الشيطان ألقى في قراءة النبي ...
لأن هذا هو رأيه الذي جزم به ...
كقوله:
... ظاهر القرآن يدل على أن الإلقاء كان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
فإن كان هذا هو مراده ... فلم هذا الرجاء ... وهل يرى الشيخ حفظه الله أن فيه فائدة للإسلام وللناس .. لذلك تمناه؟
والله تعالى أعلم.
...
¥