- اختلف الناس لماذا لم يستطع العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟
ق1) قيل: لإعجازه في ذاته، هذا الذي لا ينبغي أن يقال غيره.
ق2) وقيل: لمفهوم الصِّرفَة، ومفهوم الصِّرفَة مسألة بلاغية قالها رجل معتزلي اسمه: (إبراهيم بن سيّار النظّام) قال: إن العرب قادرين على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لكن الله صَرَفَهُم؛ لحكمة أرادها على أن يأتوا بمثله، وهذا قول باطل. حتى مشايخ المعتزلة مثل إبراهيم النظّام خالفوه في مثل هذه المسألة، وإلاّ أجمع المسلمون على أن العرب عَجِزَت على أن تأتي بمثل هذا القرآن لنظْمِه؛ لأمور عديدة لا تحصى، ومن أراد أن يرجع لهذه المسألة في كتاب اسمه (النبأ العظيم) لرجل عالم اسمه: (محمد عبد الله دَرَّاز) من أئمة الدنيا، له قُدرة بلاغيّة، لكنه مات قبل أن يُكمِل الكتاب، لكن الكتاب موجود.
* تدلّ هذه الآيات على صدق رسالة نبيّنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،كما أن في قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا} أن مقام العبوديّة أرفعُ مقام وأجلّ منزلة.
- وكلمة (عبد) تأتي في الشرع واللغة على ثلاثة معانٍ:
الأول: عبدٌ، بمعنى مقهور، وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر، كلّ الناس المؤمنون والكافرون عبيدٌ لله، والدليل: {إن كلّ مَن في السماوات والأرض إلاّ آتي الرحمن عبداً} هذه عبوديّة مطلقة يستوي فيها المؤمن والكافر والملائكة والجنّ والإنس.
الثاني: عبوديّة بالشرع، وهي ضد كلمة (حُرّ) قال الله تعالى: {الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد} هذا الذي يُسترقّ في الجهاد، ويُؤخذ كأسير، بصرف النظر عن لونه، فيُسمّى عبد في الشرع.
الثالث: عبدٌ بالطاعة والإتباع، وينقسم إلى قسمين:-
أ - طاعة لله، وهذا الذي يتنافس فيه عباد الله الصالحون.
ب - عبد لغير الله-أعاذنا الله-وهذا بابه واسع، ومنه قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"تعِس عبد الدينار وعبد الدرهم"أي الذي يطيع هواه. يطيع ديناره. يطيع درهمه.
نكمل البقية لاحقاً إن شاء الله
ـ[أبو عباد]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:56 ص]ـ
يقول الشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-:
- قوله: {وقودها الناس والحجارة}:
وقودها الناس فمعروف،
أما وقودها الحجارة، فللعلماء فيها قولان:
ق1) قوم قالوا: إن الحجارة هنا حجارة من كبريت في النار، هذا عليه الأكثرون، نرى أنه رأي مرجوح.
ق2) قوم قالوا: إن الحجارة هنا هي الأصنام التي كانوا يعبدونها في الجاهلية، فتُقرَن معهم في النار، وهذا هو الراجح-إن شاء الله-ودليلُه من القرآن: {إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَبُ جهنّم أنتم لها واردون}.
- قال الله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أُعِدّت للكافرين}
اتقوا النار بماذا؟!
بالإيمان والعمل الصالح، قال العلماء في قول الله جلّ وعلا أن النار أُعِدّت للكافرين: دليلٌ على أنه لا يخلد في النار موحّد، قال العالم السفّاريني وغيره-رحمهم الله جميعاً-: [وتحقيق المقال أن خلود أهل التوحيد في النار محال].
- قال تعالى: {وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار كلّما رُزِقُوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزِقنا من قبل وأُتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهّرة وهم فيها خالدون}.
هذه الآية فيها مُبشِّر وفيها مُبَشَّر، وفيها مُبشَّرٌ به وفيها سبب للبشارة.
أما المبشِّر: فهو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومَن يقوم مقامه بعدَه من أمّته في الدعوة إلى الدين.
وأمّا المبشَّر: فهم المؤمنون.
وأما المبشَّر به: فهو الجنّات على ما وصَفَهَا الله جلّ وعلا.
وأما أسباب البشارة: فالإيمان والعمل الصالح.
تفصيل الآيات:
وبشّر: أي يا نبيّنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
جنّاتٍ: جاءت مجرورة؛ لأنها جمع مؤنث سالم منصوب بالكسرة نيابةً عن الفتحة؛ لأنه وقع اسماً لحرف الناسخ {أنّ} وأصل الكلام: أنّ جناتٍ لهم.
ثمّ ذكر الله وصف الجنات، فقال في أوّل وصْفِهَا {تجري من تحتها الأنهار} لم يذكر الله جلّ وعلا هنا ما هي الأنهار؟! وقلنا: إن القرآن يُفَسَّر بالقرآن، لكنه ذكر الأنهار في سورة [محمد]،وهي أنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من خمر، وأنهار من عسل مصفّى.
- قوله: {كلّما رُزِقُوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزِقنا من قبل}
للعلماء في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال:
¥