تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ق1) فريق يقولون: {قالوا هذا الذي رُزِقنا من قبل} أي في الدنيا؛ لأن (قَبْلُ) جاءت مضمومة منقطعة عن الإضافة، فلم يذكر الله جلّ وعلا المضاف إليه، فوَجَب إحرازه قدر الإمكان.

ق2) أن الثمار إذا أخذوا منها تُبْدَلُ بغيرها، فإذا رأوا الثاني قالوا: هذا مثل الأول الذي قطفناه من قبل؛ لتشابه ثمار الجنة، وما بين هذين يدور أكثر المفسّرين.

ق3) لكنّنا نقول-والله أعلم-:إن المعنى أن أهل الجنة إذا قطفوا ثمرة في أول النهار تُبْدَلُ بغيرها تُشبِهُهَا في آخر النهار، فإذا جاؤوا يقطفونها، فإذا أكلوها وجدوها تختلف عن الطعم الأول، وأظنّ الشوكاني-رحمه الله-في فتح القدير مَالَ إلى هذا القول، ولستُ متأكّد من هذا، ولكنه قول مذكور.

- {ولهم فيها أزواج مطهّرة وهم فيها خالدون} ولم يقل الله عزّ وجل مطهّرة من ماذا؟!

لفائدة عظيمة وهي: أنها مُطهّرة من كلّ شيء، مُطَهّرون في خَلْقِهِم، ومُطَهّرون في أخلاقِهِم.

- - ذكرى وتذكير:

الإنسان إذا أراد أن يقوم من الليل، فأضجعته نفسه ودَعَتْهُ نفسه الأمّارة بالسوء إلى أن يخلد إلى الفراش يتذكّر يوم الحشر ويوم الحساب ويوم يُقال لأهل الجنة: {كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية} يتذكر يوم أن يطرق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أبواب الجنة، فينادي الخازن: مَن أنت؟ فيقول: أنا محمّد، فيُقال: أُمِرت ألاّ أفتح لأحد قبلك، فيدخلها-عليه أفضل الصلاة والسلام-ثم يدخلها بعده الأخيار المؤمنون الأتقياء الأبرار من أمّتِه.

يتذكر المؤمن وهو يرى ما يثبّطه عن العمل الصالح ويدعوه إلى الشهوات، ويدعوه إلى أن يعصي الله جلّ وعلا خروجَ الناس من قبورهم حفاة عُراة غُرلاً بُهْماً، أشدّ ما يكونون إلى ماء يروي ظمأهم، فإذا خرجوا وجدوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على حوض يسمّى الحوض المورود فيُقبِل عليه-صلوات الله وسلامه عليه-المؤمنون الأتقياء من أمته، فيُرِدُون من حوضه، ويشربون من يده شربة لا يعطشون بعدها أبداً، إذا تذكّر الإنسان حال أهل الجنة، وما فيها من نعيم، وتذكّر حال أهل النار-عياذاً بالله-وما فيها من جحيم دعاهُ ذلكَ إلى زيادة الإيمان في قلبه، والمسارعة في الخيرات والإتيان في عمل الصالحات، ولن تلقى الله جلّ وعلا بشيء أعظم مِن سَرِيرَة صالحة وإخلاص في قلب، ومحبّة للمؤمنين وعدم بُغض لهم، لا في قلبك حسد ولا غلّ على مؤمن كائناً مَن كان، ترى مَن ترى من أَفْضَلَ الله جلّ وعلا عليه، فتسأل الله جلّ وعلا من فضله، ولا يخلو إنسان من عثرةٍ ولا من زلَلٍ ولا من خطأ، لكنّ المؤمن إذا آبَ إلى الله كَفّل الله جلّ وعلا به، قال الله جلّ وعلا في نَعْتِ خليلِه إبراهيم: {إن إبراهيم لأوّاه حليم} وقال الله جلّ وعلا عنه في آية أخرى: {إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب} أي كثير الرجعة إلى الله، فكثرة التوبة والاستغفار والإنابة إلى الله مع الإيمان، والعمل الصالح، وهما مندِرَجتان فيه، كل ذلك يهيئ للمؤمن أن يدخل جنات النعيم. رَزَقَنا الله وإيّاكم إيّاها بأمنٍ وعفوٍ وعافيةٍ منه.

- الفسق يأتي على معنيين:

الأول: يأتي بمعنى الكفر، ويكون مخرجاً من الملّة، ومنه قول الله جلّ وعلا: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون}.

الثاني: ويأتي بمعنى الكبيرة أو العصيان الذي لا يخرج من الملّة، ومنه قول الله جلّ وعلا: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا} فهذا فسقٌ لا يُخرج من الملّة، وأصل الفسق الخروج، فكل من خرج عن طاعة الله فهو فاسق، والناس في هذا بلا شكّ درجات عدّة.

نكمل الباقي إن شاء الله تعالى ............. نسأل الله الإعانة .... نسأل الله تعالى علماً لايُنسَى

ـ[أبو عباد]ــــــــ[14 - 03 - 06, 09:45 ص]ـ

نأسف أحبتي على التأخر ......... وسنكمل بإذن الله تعالى

يقول الشيخ صالح بن عواد المغامسي-حفظه الله-:

- الفرق بين النبي والرسول:

أكثر المصنّفين في كتب العقيدة وغيرها يقول: إن النبي والرسول بينهما فرق، فكلّ رسول نبيّ وليس كل نبي رسول، ويقولون: إن الفرق إن الرسول أوحيَ إليه شرع، وأُمِر بتبليغِه، والنبي مَن أُوحِيَ إليه وحيّ ولم يؤمر بتبليغه، لكنه خلاف الصحيح، ولماذا خلاف الصحيح؟!

إن الله عزّ وجلّ أعزّ وأجلّ من أن يُوحِي إلى عبدٍ علماً، ويكون هذا العبد سريرَ الكتمان في صدر ذلك الرجل يموت بموته، ولا يُؤمَر ببلاغه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير