تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 10 - 05, 02:01 ص]ـ

المفاتيح العشرة: (لإصلاح ترتج)

الثاني: (أ) أهداف أو أهمية

تمهيد: في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القرآن

معظم الناس إذا سالته لماذا تقرأ القرآن؟ يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ولأن الحرف بعشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها.

والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ، الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ولا يحس ولا يشعر بها لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني. فهذا السبب في أنك قد تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به.وجمع الذهن بين اتجاهات ومقاصد متعددة في وقت واحد عملية تحتاج إلى انتباه وقصد وتركيز.

وفي أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت كلما كان العمل أعظم أجرا وأكبر تأثيرا على العامل، مثل الصدقة على ذي الرحم: صدقة وصلة، ومثل النفقة على الأهل: نفقة وصدقة.

وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها عظيمة وكل واحدة منها كافية لأن تدقع المسلم أن يسارع لقراءة القرآن ويكثر الاشتغال به وصحبته، وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك:

(ثم شع)

الثاء: ثواب.

الميم: مناجاة، مسألة

الشين: شفاء.

العين: علم

العين: عمل

فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضرا المقاصد الخمسة معا كان انتفاعه بالقرآن أعظم، وأجره أكبر، قال النبي ‘: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ". فمن قرأ القرآن يريد العلم رزقه الله العلم، ومن قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب.قال ابن تيمية رحمه الله: " من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق "، وقال القرطبي: " فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه ‘ بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يجب، وجعل في قلبه نورا"هـ

ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 10 - 05, 02:07 ص]ـ

المطلب الأول: قراءة القرآن لأجل العلم

هذا هو المقصد المهم، والمقصود الأعظم من إنزال القرآن والأمر بقراءته، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة:قال الله عزوجل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [(29) سورة ص]، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [(82) سورة النساء]، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأَوَّلِينَ} [(68) سورة المؤمنون]. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [(37) سورة ق]

قال ابن مسعود _: " إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين " اهـ،

وقال الحسن بن علي _: " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " اهـ، وقال مسروق بن الأجدع - وهو من كبار تابعي الكوفة وأجمعهم لعلم الصحابة -: " ما نسأل أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن شئ إلا وعلمه في القرآن ولكن قصر علمنا عنه "، وقال عبد الله بن عمر: " لقد عشنا دهرا طويلا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل "اهـ

وقال الحسن البصري: " ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت وما أراد بها "

وعن عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: " عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل " اهـ

وقال الحسن: " قراء القرآن ثلاثة أصناف:

- صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به،

- وصنف أقاموا حروفه، وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله،

- وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فركدوا به في محاريبهم وحنوا به في برانسهم واستشعروا الخوف فارتدوا الحزن فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم علىالأعداء والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر " اهـ

قال أحمد بن أبي الحواري: "إني لأقرأ القرآن وانظر في آيه فيحير عقلي بها واعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير