تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:22 ص]ـ

(وإذا أظلم عليهم قاموا) ما معنى قاموا؟

قوله تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:20)

الإشكال هنا في لفظ "قاموا" من قوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا)

حيث يظن البعض أن معناه القيام المعروف الذي هو ضد الجلوس؛ وليس الأمر كذلك؛ بل معناه هنا الثبات في المكان، فالمعنى إذاً: أقاموا على نفاقهم وثبتوا على ضلالهم. كما في تفسير الطبري.

قال السمين الحلبي في كتابه القيم [عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ]: (وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) أي ثبتوا ووقفوا متحيرين. وليس المراد القيام من قعود. انتهى

وبهذا نعلم أن من معاني القيام: الثبات والإستمرار؛ وعليه فإن من معاني إقامة الصلاة: الثبات والإستمرار على أدائها مع إتقانها ورعايتها.

ومن الآيات التي ورد فيها القيام بمعنى الثبات قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75)

فقوله: (إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً) أي ثابتاً على طلبه. كما في المرجع السابق [مادة:ق و م]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:37 ص]ـ

وردت يشري في كتاب الله بمعنى: يبيع

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة: 207 أي: يبيع.

وقال تعالى في سورة يوسف: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) 20 أي: باعوه.

وأما يشتري فهي بمعنى الشراء.

قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 111

وقال تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) البقرة: 16

فكل من تمسك بشيء وترك غيره فقد اشتراه.

قال ابن الأنباري في الأضداد: (اشتريت حرف من الأضداد، يقال: اشتريت الشيء على معنى: قبضته وأععطيت ثمنه. وهو المعنى المعروف عند الناس.

ويقال: اشتريته إذا بعته، قال الله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى) قال جماعة من المفسرين: معناه: باعوا الضلالة بالهدى.

وقال بعض أهل اللغة: كل من آثر شيئاً على شيء فالعرب تجعل الإيثار له بمنزلة شرائه .... ) إلخ كلامه ص72

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:42 ص]ـ

يستدل بعض المتخاذلين والمقصرين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) 105

فيقول: إن الله أمرنا بأن نهتم بأنفسنا، ,وأن نجتهد في إصلاحها؛ ثم لا يضرنا بعد ذلك من ضل إذا اهتدينا.

وللرد على من قال هذا القول نقول: إنك لم تفهم معنى الآية؛ فليس تفسيرها كما توهمت؛ وإليك كلام بعض العلماء المحققين في تفسيرها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير