[التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير.]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2003, 06:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، والعظمة والامتنان، علَّمَ القرآن، وخلق الإنسان، وعلمه البيان.
والصلاة والسلام على أشرف ولد عدنان وقحطان، وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:
أخي عضو ملتقى أهل التفسير وزائره ..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وأحمد الله تعالى الذي جاء بك إلى هنا.
ولعلك تصبر معي قليلاً حتى تكمل قراءة هذه الكلمات، والصبر على القراءة عزيز هذه الأيام، ولكنها – كما أظن – كلمات تستحق التأمل والنظر، وأنا أخاطب بها قلوب الكبار، ومسالك القلوب وعرة، والولوج إليها صعب، ولكن بحسبي أن أحاول أن أشير إشارات خفيفة عسى أن تلج القلوب المحبة المرهفة، وتنصت لها الآذان المتعبة من كثرة الصخب والضجيج في كل مكان!!
- لقد جاء ملتقى أهل التفسير وشبكة الانترنت أكثر ما تكون زحاماً بالمنتديات والساحات والمواقع ... منها النافع الرائد الذي سار ولا زال نحو أهداف نبيلة سامية، وغايات تستحق السهر والتعب من أجل تحقيقها، ونعمت تلك المواقع، وبارك الله في القائمين عليها، ومنها مواقع دون ذلك، ومنها مواقع كان الأولى بأصحابها الإمساك عن ما هم فيه، فذلك خير لهم إن شاء الله.
ولم يأت ملتقى أهل التفسير تحقيقاً لرغبة شخصية، أو نزوة عارضة، فما كان أهونها عليَّ أن أدفنها في مولدها. ولكنه جاء استجابة لحاجة ماسة لجمع الجهود، وتوحيد المنهج، وخدمة العلم، فإن الأمانة الملقاة على عواتق طلاب العلم ثقيلة، والتبعة عظيمة، والقائمون بشيء من الواجب قليل، بل أقل من القليل وأعني بذلك المتعلقين بدراسة التفسير وعلوم القرآن على وجه الخصوص بسبب.
وقد رسمت رؤية كبيرة في بداية الأمر للمشروع، ثم رجعت لنفسي فأخذتها بالحزم، وليس كالحزم مع النفس، وقلت: الكمال عزيز المنال، وكم أخر تطلبه من جلائل الأعمال!! فلماذا لا نبدأ بملتقى يجمع طلاب العلم المتخصصين في المقام الأول، يتبادلون فيه الرأي، ويعرضون فيه النظر، بطرح عميق، وعبارة رشيقة، ونفوس بريئة.
يجمعهم كتاب الله، وعلوم كتاب الله.
وقل لي يا رعاك الله! هل أشرف من هذه الرابطة؟! وأمتن من هذه الوثيقة؟!
وقد بدأ ملتقى أهل التفسير – ولله الحمد أولاً وآخراً – يشق طريقه، ونحن لما نكمل الشهر، فكيف إذا خب المسير بنا دهراً؟ ونسأل الله أن يوفق كل من آزر وأعان وشارك وأثنى وشجع، فلولاهم ما هزني شوق إلى تسطير هذا الكلام.
منذ بدأ التسجيل في ملتقى أهل التفسير يتزايد، رأى المشرفون أنه لابد من التذكير والتأكيد على بعض الأصول والأسس، التي ينبغي أن نسير على ضوئها، ليكون للعمل ثمرة، وللجهد عائدة، وسأجمل ذلك في هذه الأمور:
1 - سعة الأفق في النقاش والطرح والحوار، وهذه صفة مهمة، يجب على طالب العلم أن يتحلى بها، فقد مللنا من ضيق العطن، وضيق الأفق. ذلك أنَّا قد اشتغلنا بالجدال العقيم عن العميق، وبسوء الظن عن حسن الفهم، فقست القلوب، وتبعثرت الجهود، وقد أسفنا على ذاك الزمان الذي مضى، وعفى الله عما سلف. ومن عاد ... !! فالله المستعان.
2 - عدم التردد في مناقشة أي فكرة تراها في الملتقى، أو موضوع له علاقة بالملتقى، شريطة الفهم، وحسن العرض، ومراقبة الله في كل ما تكتب. ولا يمنعنك من المناقشة والحوار، خشيةٌ من انتقاد أحد، أو تهيبٌ من محاورة فلان أو فلان، فالحق هو المقصد، وأعضاء الملتقى الذين قام عليهم الملتقى يحرصون على ذلك، بل ويبالغون في الحرص على التأكيد على هذا الأمر، فلا تتردد في الحوار والجدال، في حدود ما قد علمت وفقك الله.
3 - اعلم يا أخي الحبيب أن ما يخرج من القلب يدركه القلب بلا عناء، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان، والرائد لا يكذب أهله، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بالتقاطها، فاستحضر ذلك دائماً، وهنا على وجه الخصوص.
¥