تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال حول فهم معاني الآيات]

ـ[ابو حيان]ــــــــ[13 Jun 2003, 06:01 م]ـ

الأخوة الكرام وعلى رأسهم الشيخ مساعد الطيار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

عندي هذا السؤال أرجو الاجابة عليه:

هل يجب على المسلم فهم معاني جميع آيات القرآن بحيث إذا قرأ آية منه فإنه يفهم المراد منها؟ وهل يأثم إذا كان لا يفهم بعض الآيات التي يقرؤها؟

و أقصد المعنى العام للآية بحيث ان كانت أمرا عرف المأمور به أو نهيا عرف المنهي عنه أو خبرا عرف المخبر عنه وهكذا.

وارجو التفصيل والتوضيح في الإجابة لأن هذا حال كثير من المسلمين والله المستعان

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 12:43 ص]ـ

يرفع لطلب الجواب، فمن كان عنده جواب فلا يبخل به.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:12 ص]ـ

الإخوة الكرام، لقد كنت أظن أنه قد وقع الجواب عن ذلك، لكني وجدته مدونًا عندي، ولأم أقم بإنزاله في الملتقى، وما سأذكره يتعلق بجواب السؤال، وهو ضمن كتابة فيأصول التفسير أقوم بها، ولعل فيها ما يفيد السائل، وهي كما يأتي:

حكم التفسير

التفسير كغيره من العلوم الإسلامية، فأصل تعلمه فرض كفاية، إذ لا يجب على كل الأعيان، لكن لا يجوز أن يخلو الزمان من تعلم التفسير، ولا من عارف به يبين معاني كلام الله لعباده.

وقد خففَ الأمرَ وجودُ كتب التفسير التي يمكن أن تُغني في بعض الأحيان من أراد معرفة تفسير كلام الله (1)، لكنَّ هناك قدرًا من هذا العلم لا يمكن أخذه من هذه الكتب، بل لا بدَّ من قدرٍ زائدٍ يؤخذ بالتعلُّم والممارسة، ومبدؤه تعلم أصول التفسير.

وإذا أردت أن تقسم الناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله، فإنه سيظهر لك من تقسيمهم ما يأتي:

1 ـ ما لا يقوم الإسلام إلا به، وهذا لابدَّ لكل مسلم من تعلُّمه، وغالبًا ما يكون ذلك مما يتعلق بأصول الدين من معاملات وأخلاق وتشريعات، ومن جهلها وجب عليه تعلُّمها.

فإذا سمع قوله تعالى: (وأحل الله البيع وحرَّم الربا) (البقرة: 275)، فلا بدَّ أن يعرف صور الربا التي حرَّمها الله ليأتي بما في هذه الآية من الحكم.

وإذا سمع قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء: 32)، فلا بدَّ أن يعرف المراد بالزنى ليجتنبه.

وإذا سمع قوله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (الحجرات: 12)، فلا بدَّ ان يعرف المراد بالغيبة ليجتنبها.

وإذا سمع قوله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه: 14)، فلا بدَّ أن يعرف معنى التوحيد، والعبادة الحقة لئلا يقع في الشرك، وهكذا غيرها من الأمور التي هي من فرائض الدين على المسلمين، وقد ورد ذكرها في القرآن.

2 ـ الأحكام العامة، والألفاظ الغريبة، والمعاني المجملة التي ترد في القرآن، وغالب هذه مما يدخل في المتشابه النسبي الذي يخفى على كثير من الناس، لكن يعلمه العلماء، وهذا القسم من فروض الكفايات؛ لأنه لا يلزم كل مسلم تعلُّم جميع معاني القرآن، حتى ولو كان في معاني أسماء الله، وإن كان تعلمها أكمل وأشرف للمسلم.

وهنا يجب العلم بأن الإيمان بالمقتضى أصل لا ينفك بالجهل، فلو جهل بعضهم معنى ((الصمد)) في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص: 2)، فإنه لا يعني نفي مدلول هذا الاسم عن الله، وإن كان لا يلزمه أن يعرف هذا المدلول بعينه.

فإن قلت: ألا يكفي حصول التفسير في الكتب من أن يقوم أفراد بمعرفة أصول التفسير والقيام به على وجه التحرير؟

فالجواب: أن وجوده في الكتب لا يغني شيئًا، إذ في التفسير اختلاف وأقوال مرذولات، ومستحدثاتٌ من الأقاويل، فمن يقوم ببيان هذا، ويميز الصحيح من السقيم، والأصيل من الدخيل؟

إذًا لابُدَّ تعلمه وتعلم أصوله؛ لتكون الميزان الذي يقوم التفاسيرَ، ويبين الصحيح من العليل.

…………………

(1) يقول ابن عرفة المالكي التونسي (ت: 803): ((وحكمه أنه فرض كفاية، وهو الآن ساقط لحصوله في الكتب، وقام به جمع كثير)). تفسير ابن عرفة برواية الأبي (1: 60).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير