هل يمكن القول بأن في القرآن بياناً لكل شيء
ـ[السلطان]ــــــــ[23 May 2003, 02:00 م]ـ
الإخوة الأفاضل ..
يقول جل وعلا: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) [النحل: 89]
فهل معنى ذلك أن القرآن يدل على كل شيء وهل هناك قائل بالعموم المطلق لهذه الآية.
أرجو أن يكون هذا السؤال مدار بحث بين الإخوة الكرام في هذا المنتدى المتميز.
ـ[المشارك7]ــــــــ[23 May 2003, 03:19 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى المخطوطة 3/ 53:
التبيان نوعان: 1/ أن يبين الشئ بعينه وهذه مثل الأمور التي
يحتاج إليها الناس كالصلا ة والزكاة والحج ونحوها.
2/ أن يرشد إلي طريق معرفته كقول (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون) أما قوله (مافرطنا في الكتاب من شئ) وقول وكل شئ أحصيناه في
إمام مبين) فالمقصود فيهما اللوح المحفوظ أهـ
http://www.4quran.net/vb/viewtopic.php?t=132
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2003, 07:58 م]ـ
بسم الله
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير:
(و «كلّ شيء» يفيد العموم؛ إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشّرائع: من إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع المدنيّ، وتبيّن الحقوق، وما تتوقّف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ، وما يتخلّل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم.
وفي خلال ذلك كلّه أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بياناً لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول صلى الله عليه وسلم وما قفّاه به أصحابه وعلماء أمّته، ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف ما أعدّ للطائعين وما أعدّ للمعرضين، ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة. ففي كل ذلك بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصّر في هذا الغرض الجليل، فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه. وهذا من أبدع الإعجاز.) انتهى.
المرجع: اضغط هنا ( http://www.altafsir.com/Tafasir.asp)
قلت: العموم المستفاد من من الآية عموم نسبي متعلق بالسياق الذي ورد فيه، فالقرآن الكريم فيه تبيان لكل شيء يحتاج إلى تبيان، لما فيه من المصلحة الدينية والدنيوية للعباد.
وهذا مثل العموم في قوله تعالى: (وأوتيت من كل شيء) عن ملكة سبأ، أي من كل شيء يؤتاه الملوك.
وكذلك العموم في قوله تعالى: (تدمر كل شيء بأمر ربها) أي كل شيء يستحق التدمير، وهكذا.
وقد ذكر السيوطي في مقدمة كتابه: الإكليل في استنباط التنزيل هذه الآية، وذكر آثاراً كثيرة عن السلف يفهم منها أن القرآن فيه تبيان لكل شيء، وذكر كلاماً طويلاً في هذه المسألة [1/ 235 - 282] وقد تعقبه محقق الكتاب عامر علي العرابي، وذكر بأن عموم الآية من العموم المراد به الخصوص، ومعنى الآية كما في زاد المسير لابن الجوزي:لكل سيء يحتاج إليه في أمر الدين.
ـ[مرهف]ــــــــ[24 May 2003, 02:39 ص]ـ
التبيان قد يكون على أنواع:
ـ قد يكون بالنص الصريح
ـ وقد يكون بدلالة النص.
ـ وقد يكون بمفهوم الخطاب
ـ وقد يكون بمفهوم المخالفة.
وهذا يتأتى من قبيل إعمال الفكر بالعلم وهي وظيفة المجتهدين والله أعلم.