[مدارسة في تفسير القرطبي 1]
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[12 Jun 2003, 09:13 م]ـ
الإخوة الفضلاء في النتدى .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن نعم الله علينا هذا المنتدى المبارك الذي يفتح لنا آفاق جديدة في تذاكر العلم، وتدارس معنى كتاب الله.
وإني كنت أقرأ في تفسير القرطبي فيشكل علي بعض كلامه، ونقوله فأحببت أن أضعها بين أيديكم فمن كان عنده فهم، أو مزيد اطلاع فليتحفنا مما آتاه الله مشكورا مأجورا.
فمن ذلك:
1 - ذكر القرطبي في نفسير قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ) - بكسر الأرحام - كلاما لسيبويه في علة منع عطف الاسم الظاهر على الضمير المخفوض قائلاَ [لم يعطف على المضمرالمخفوض؛ لأنه بمنزلة التنوين، والتنوين لايعطف عليه] انظر (2/ 5) ط:دار الكتب المصرية.
وسؤالي هو: ما وجه التشابه بين الضمير المخفوض والتنوين؟!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jun 2003, 05:57 م]ـ
بسم الله
الأخ محمد [آل عبدالهادي] [الاسم هكذا أنسب، وأصح] سؤالك هذا يدل على فهمك وحرصك وفقك الله. ونعتذر عن التأخر في الجواب لكثرة المشاغل.
والجواب عن سؤالك: أن الضمير المخفوض يشبه التنوين في شدة وقوة اتصاله بالاسم، فكما أن التنوين لا ينفك عن الاسم، فكذلك الضمير المخفوض. فكأنه جزء من الاسم الذي أضيف إليه.
ثم إن ما ذهب إليه سيبويه من منع عطف الاسم الظاهر على المضمر هو قول البصريين، وذهب الكزفيون إلى جوازه، وهو الصحيح كما دلت على ذلك قراءة حمزة بكسر الأرحام. والله أعلم.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[15 Jun 2003, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة فيما يتعلق باسمي أولا وللإجابة على سؤالي ثانيا.
ولكن بقي عندي استفسار على قضية: شدة اتصال الضمير المخفوض بالاسم وهو: ألا يمكن أن يقال هذا في الضمير المنصوب والمرفوع؟! وجزاك الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jun 2003, 12:09 ص]ـ
بسم الله
الإيراد الذي أوردته وفقك الله أورده السمين الحلبي في الدر المصون في تفسير آية البقرة رقم 217: (وكفربه والمسجد الحرام) ,ذكر أنه يرد على علة المانعين من عطف الظاهر على المضمر إلا بإعادة الخافض - وهي ما ذكرته سابقاً عن سيبويه - وبينت لك معنى كلامه. [انظر المرجع السابق 2/ 396 بتحقيق الخراط].
وقد ذكر المانعون جواباً على هذا الإيراد، وهو أن الضمير المخفوض يختلف عن المنصوب والمرفوع من جهة كونه لا يكون إلا متصلاً بخلاف الأخيرين؛ فإنهما يكونان منفصلين أحياناً.
والكلام في هذه المسألة محله كتب النحو، ولعل فيما ذكرت كفاية. والله المستعان.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Jun 2003, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي محمد ونفع الله بك أمة الإسلام .. آمين.