[إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام)؟]
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[06 May 2003, 12:13 م]ـ
يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ:
يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القران كما بين لهم ألفاظه!! فقوله عز وجل [لتبين للناس ما نزل إليهم] يتناول هذا وهذا.
المرجع: أول فصل في مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه.
بماذا نوجه العبارة المعلم عليها بالاحمر ....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 06:03 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم وفقك الله:
ما سألت عنه من كلام شيخ الإسلام في مقدمة التفسير سبق لي أن درسته بالتفصيل، وكتبت حوله بحثاً قبل سنوات.
والذي توصلت إليه أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحمل على تبيين ما لا بد من بيانه من معاني القرآن؛ إذ من المعلوم أن كثيراً من آي القرآن يمكن فهمه لمن كان من أهل اللسان العربي، فهذا لا يحتاج إلى بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما الذي يجب عليه صلى الله عليه وسلم بيانه فهو ما أشكل، ولا يمكن فهمه إلا ببيانه صلى الله عليه وسلم.
وهذا الجواب هو الذي يتوافق مع الواقع، ومع النصوص والأدلة في هذه المسألة. والله أعلم، وهو الموفق للصواب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 May 2003, 02:25 م]ـ
الأخ الفاضل (الشافعي) حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فقد اطلعت على إيرادكم العبارة المشكلة في رسالة شيخ الإسلام، وهي ليست الموضع الوحيد الذي ذكر فيه مثل هذه العبارة، بل ذكرها في مواطن أخرى سترد الإشارة إلى بعضها.
كما اطلعت على ردِّ الأخ الفاضل الشيخ أبي مجاهد العَبيدي (بفتح العين)، وكنت أتمنى لو كتب ما توصل إليه في هذه العبارة مفصلاً لتقع الفائدة للجميع.
وسأكتب لك ما وقع لي من شرح هذه العبارة أثناء شرحي لرسالة شيخ الإسلام، وهو شرحٌّ لمَّا ينقَّح، فأقول:
موضوع البيان النبويِّ للقرآن:
ذكر شيخ الإسلام في هذا المبحث أن النبي قد بيَّن للصحابة معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، واستدلَّ لذلك بأربعة أدلة:
الأول: قوله تعالى:] لتبين للناس ما نزل إليهم [، وهو يشمل بيان الألفاظ وبيان المعاني.
الثاني: الآثار الواردة في تعلُّم الصحابة لمعاني القرآن.
الثالث: الآيات الحاثَّة على عقلِ القرآن وتدبره.
الرابع: العادة الجارية بين الناس فيمن أراد أن يتعلم علمًا، فإنه يستشرح كتابًا في هذا العلم.
ويُعبِّر بعض المعاصرين عن هذه المسألة بسؤال، وهو: هل فسَّر النبي r القرآن كله، أم فسَّر بعضَه؟
والذي يُفهم من كلام شيخ الإسلام هنا أنه فسَّره كلَّه، وقد طرق هذا الموضوع في غير هذا الموضع، وأورد فيه مثل ما أورده هنا، وهذا يعني أنَّ هذه القضية قضية محسومة عنده.
ومن أمثلة ما ورد عنه في هذه القضية:
قال ـ في معرض حديثه عن المتشابه، وبيان أن السلف تكلموا في جميع معاني القرآن ـ:» ... ثمَّ إنَّ الصحابة نقلوا عن النبي r أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة، ولم يذكر أحد منهم قط أنه امتنع عن تفسير آية.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ... «(دقائق التفسير 1: 142).
وقال في بغية المرتاد (ص: 330 ـ 332) في معرض ردِّه على أبي حامد الغزالي في قوله في كتب جواهر القرآن عن التفسير الباطن:» إن كنت لا تقوى على احتمال ما يقرع سمعك من هذا النمط مالم تُسند التفسير للصحابة، فإنَّ التقليد غالب عليك «، قال شيخ الإسلام:» ... وأما التفسير الثابت عن الصحابة والتابعين، فذلك إنما قبلوه لأنهم قد علموا أن الصحابة بلغوا عن النبي لفظ القرآن ومعانيه جميعا كما ثبت ذلك عنهم، مع أن هذا مما يعلم بالضرورة عن عادتهم، فإن الرجل لو صنف / كتابَ علمٍ في طبٍ أو حسابٍ أو غيرِ ذلك وحفظه تلامذته = لكان يُعْلَمُ بالاضطرارِ أنَّ هِمَمَهم تشوَّق إلى فهم كلامه ومعرفة مراده، وإن بمجرد حفظ الحروف لا تكتفي به القلوب، فكيف بكتاب الله الذي أمر ببيانه لهم، وهو عصمتهم، وهداهم، وبه فَرَقَ الله بين الحق والباطل والهدى والضلال
¥