تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استدلال في بعض المسائل العقدية، اطلب فيه تقويما]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 Jun 2003, 07:51 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، سأنقل لكم كلاما بنصه، و هو لأحد العلماء ذكره في مقدمة له في أحد كتبه و هو يتكلم على الشهادة، و المطلوب هو إفادتي بصحة هذا الكلام من بطلانه، ووجه مناسبته هنا هو استدلاله بالآيات على ما ذكره من معتقد، يقول:

((فالإيمان تصديق القلب بما علم ضرورة مجئ الرسول به من عند الله كالتوحيد و النبوة و البعث و الجزاء و افتراض الصلوات الخمس و الزكاة والصيام و الحج، و المراد بتصديق القلب به إذعانه به و قبوله له بالتكليف به، و إن كان من الكيفيلت النفسية دون الأفعال الاختيارية إنما هو بالتكليف بأسبابه كإلقاء الذهن و صرف النظر و توجيه الحواس و رفع الموانع. و ذهب جمهور المحدثين و المعتزلة و الخوارج الى أن الايمان مجموع ثلاثة أمور: اعتقاد الحق، و الاقرار به، و العمل بقتضاه. فمن أخل بالاعتقاد وحده فهو منافق، و من أخل بالاقرار فهو كافر، و من أخل بالعمل فهو فاسق وفاقا، و خارج عن الايمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة))

ثم قال بعدها مباشرة مؤيدا مذهبه ((و الذي يدل على أنه التصديق وحده أنه تعالى أضاف الايمان الى القلب فقال [كتب في قلوبهم الايمان] [و قلبه مطمئن بالايمان] [و لم تؤمن قلوبهم] [و لما يدخل الايمان في قلوبكم]

و عطف عليه العمل الصالح في مواضع كثيرة و قرنه بالمعاصي فقال [و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا] [يآءيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى] [الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم]))

ثم قال ((و لما كان تصديق القلب أمرا باطنا لا اطلاع لنا عليه جعله الشارع منوطا بالشهادتين من القادر عليه، قال تعالى [قولوا آمنا بالله]))

الى آخر كلامه الذي استدل به على مذهبه، و لكن انتهى موضع الشاهد من الاستشهاد بالآيات

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 09:29 م]ـ

الأخ محمد وفقه الله:

المسألة التي أشرت إليها هي خلاف أهل السنة مع المرجئة والجهمية في مسمى الإيمان وهي ذات شقين:

الشق الأول: ما المراد بالإيمان عند الإطلاق , والجواب ذكره ابن تيمية بقوله:القول المطلق والعمل المطلق ; في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح فقول اللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين وهذا لا يسمى قولا إلا بالتقييد. كقوله تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب هي من أعمال المنافقين ; التي لا يتقبلها الله.

الشق الثاني: هل هناك فرق بين الإيمان اللغوي والإيمان الشرعي:

فالجهمية يرونهما واحدا وقد رد عليهم شيخ الإسلام وعلى من قال بقولهم وإليك كلامه في الفتاوى:

قال القاضي أبو بكر في " التمهيد ": فإن قالوا: فخبرونا ما الإيمان عندكم؟ قيل: الإيمان هو التصديق بالله وهو العلم , والتصديق يوجد بالقلب فإن قال: فما الدليل على ما قلتم؟ قيل: إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق لنا. ومنه قولهم: فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر أي: لا يصدق بذلك. فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان المعروف في اللغة ; لأن الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعي الأمة على نقله ولغلب إظهاره على كتمانه , وفي علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل إقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان اللغوي ومما يبين ذلك قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقوله: {إنا جعلناه قرآنا عربيا}. فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم ; فدل على ما قلناه من أن الإيمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات , هذا لفظه. وهذا عمدة من نصر قول الجهمية في " مسألة الإيمان " وللجمهور من أهل السنة وغيرهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير