تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما رأيكم في هذا المقال؟]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jun 2003, 04:48 ص]ـ

بسم الله

اطلعت على هذا المقال، فرأيت فيه بعض الأفكار التي تحتاج إلى تأمل، فأحببت أن أنقله هنا ليبدي الإخوة الأعضاء رأيهم حول ما جاء فيه، وهل هناك أحد ذكر هذا النوع من التفسير (التفسير التطبيقي)؟

جاء في المقال:

التفسير التطبيقي للقرآن الكريم

غالب حسن

(1)

في المأثور الاسلامي ان القرآن «معجزة» خالدة، واياته الكريمات تجري مع الزمن، اي انها رافعة بالصدق وناطقة بالحقيقة. إن مواكبة الزمن لا تعني الخلود القبلي أو البعدي، وانما هي دائماً واثقة من ذاتها، وبعبارة اخرى: ان الخلود لا يعني هنا تلك الجنبة الثابتة المستقرة، أو ذلك السكون المطلق، بل الخلود هو التضافر الموضوعية مع كل محاولة جادّة على صعيد الفكر الرصين، ولكي لا يساء فهم هذه المعادلة اقول: ان من معاني خلود القرآن ان يُصادف القرآن في كل زمان مصداقاً موضوعياً يؤيد قيمته الطبيعية، وبهذا نعطي للخلود صفة التجدد ولعل هذا ما يتفق مع المأثور الاسلامي الامر الذي يُصرح وبكل ثقة ان القرآن جديد في كل يوم، أو ان الكتاب المجيد ما زال بكراً، فان من مؤدى هذه المقولة التوافق بين القرآن وبين البرهان رغم تعاقب الزمن، مع العلم ان تعاقب الزمن يعني التحول الجذري الرافق على صعيد الحضارة والفكر والعلم. وإذا كانت اللغة هي المصداق المذكور في عصر التنزيل، فان التشريع في عصر السيادة القانونية وقداستها وأهميتها هو المفردة على هذا الصعيد. وهكذا تتنوع المصاديق باعتبار الزمن المتقلب، بل الزمن الذي لايعرف الرحمة، ولا يمنع ذلك من توافر اكثر من مصداق، ولعل في ذلك المزيد من الدلالة على الناحية الاعجازية للقرآن، وربما تحت تأثير هذا المنحى سعى كثيرون إلى المقارنة والمقاربة بين القرآن والعلم والحديث، ومن ثم اثبات سمة التطابق المضموني بين الكتاب ومعطيات العلم في القرن العشرين، فان سيادة العلم هي التي دعت إلى ذلك، وهكذا مع كل قيمة خيرة معطاء تكون ذات نفوذ في افق الحياة والمجتمع، وهو بلا ريب امر مشروع وطبيعي، وإذا ثبت فعلاً فهو من براهين المواكبة بين القرآن والزمن. وفي ضوء هذا المعيار اطرح مصداقاً مهماً وخطيراً في لغة الفكر النقدي الحديث، الا وهو (وحدة النظرية والتطبيق).

(2)

كثير من المدارس الايديولوجية تمتلك قواعد عريضة لتفسير الكون والحياة والتاريخ والمجتمع، فالماركسية مثلاً تستند إلى اسس معينة تجد فيها آلة فهم هذا الوجود، حركته وتطوره وتفاعلاته، كما انها تعتمد على مجموعة قوانين تعتبرها المدخل العلمي والطبيعي لحل مشكلة التاريخ وفهم مجرياته الكبيرة والصغيرة .. وهكذا مع العديد من المدارس الايديولوجية، ومن اساليب النقد الفكري الحديث مع الموازنة بين النظرية والتطبيق، النظرية والنتيجة والممارسة، فان الخلل الموجود بين الطرفين يشكل ضعفاً اساسياً في صميم تلكم النظرية.

وعلى هذا الاساس قالوا ان الماركسية ـ مثلاً ـ متناقضة، لانها في الوقت الذي تدعي فيه ان التاريخ تحركه التناقضات يسعى قادتها إلى صنع مجتمع لا طبقي، وبهذا فان الطريقة تخالف الغاية، بل تخالف النتيجة .. وبالوقت الذي تؤمن فيه ان كل شيء يحوي نقيضه الذي يؤدي إلى الضد تدّعي بخلود المادة وازليتها!! فالنضرية هنا غير متسقة ومضطربة بلحاظ مفرداتها التطبيقية. وإذا كان هناك توافق وانسجام بين الافقين، فانما ذلك يشكل احدى نقاط القوة التي تفتقدها النظرية الماركسية.

(3)

وفي القرآن الكريم مجموعة من القواعد الكلية أو شبهها في العقيدة والكون والتاريخ والمجتمع، هذه القواعد تنسجم بالشمولية أو نحوها، ومن روائع القرآن هنا وجود مفردات تطبيقية لهذه القواعد الكلية الشاملة، وسيكون من الرائع اكثر إذا تتبعّنا هذه المفردات وادرجناها تحت قواعدها التأسيسية. إننا بهذه الطريقة نكتشف التطابق التام بين النظرية ومفرداتها، وسوف نضع اصابعنا على نوع من الممارسة الفعلية على صعيد النظرية، وكلما تزايدت محاولة التطابق والانسجام بين الجانبين نكون قد اقتربنا من حقائق عظيمة، من ابرزها واهمها وحدة القرآن الكريم.

قال تعالى:

(ولو كان من عند غير اله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).

وقال تعالى:

(ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم).

(4)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير