[نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Jun 2003, 02:39 م]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها.
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=41)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب، أو من كتب التاريخ، أو من كتب التراجم، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه، وينهلون منه.
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة، لطولها، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة.
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة (ت: 560)، وهي تدلُّ على فكر ثاقب، ونظر عميق، وتدبر في كتاب الله، وسعة اطلاعٍ في العلم، وسأرتبها مرقمة، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق.
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/ 264
قال ابن الجوزي في المقتبس:
(1) سمعت الوزير يقول: الآيات اللواتي في الأنعام (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) [الأنعام: من الآية151] محكمات، وقد اتفقت عليها الشرائع، وإنما قال في الآية الأولى: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة: من الآية73] في الثانية: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21]؛ لأن كل آية يليق بها ذلك، فإنه قال في الأولى: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين، ونهى عن قتل الولد، وإتيان الفواحش؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته، فكذلك هو، ينبغي أن يجتنبها، وكذلك قتل النفس، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل، قال: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ولما قال في الآية الثانية: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى: أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً، واذكر عند ورثتك، لو كنت الموروث له، واذكر كيف تحب العدل لك في القول؟ فاعدل في حق غيرك، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن، فلاق بهذه الأشياء التذكر، فقال: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام: من الآية153]، فلاق بذلك اتقاء الزلل، فلذلك قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21].
(2) قال: وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [صّ: من الآية80] قال: ليس هذا بإجابة سؤاله، وإنما سأل الانتظار، فقيل له: كذا قدر، لا أنه جواب سؤالك، لكنه مما فهم.
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) [التوبة: من الآية51] قال: إنما لم يقل: ما كتب علينا؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له، إن كان خيراً فهو له في العاجل، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل.
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى: (حِجَاباً مَسْتُوراً) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير: يقولون: ساتراً، والصواب: حمله على ظاهره، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى، وذلك أبلغ.
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ) [الكهف: من الآية39] قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن.
¥