تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معالم قرآنية في التعامل مع الواقع]

ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Apr 2003, 12:21 ص]ـ

إن الأحداث الجارية بما فيها من مفاجئات غريبة أصابت كثيراً من الناس باليأس والقنوط، وأصبح فيها الحليم حيراً،، ولقد رأيت مشاهد اليأس تدب في نفوس الكثير من الناس حتى ظهر ذلك في حديثهم في المجالس، بل في دعائهم وقنوتهم، ولسان حال بعضهم يقول: أين دعائنا أين قنوتنا، أين نصر الله للمظلومين وانتقامه من الظالمين، ولذا كان ولابد أن يكون لنا استلهام للتوجيهات القرآنية في مثل هذا الحدث من أجل تثبيت القلوب وترسيخ المبادئ الشرعية وبيان الحق و الواجب، ومن هنا جاءت هذه المشاركة وستكون سلسلة متتابعة بإذن الله.

المعلم الأول / قوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)

هذه الآيات الكريمة نزلت في غزوة أحد حينما أصاب المسلمين قرح وجرح من أعدائهم فقتل من الصحابة مايزيد على السبعيين، وأثخن العدو فيهم الجراح، بعد أن كانت الدائرة لهم على الكفار، فإذا بالتوجيه الإلهي لهم يتنزل من السماء بهذه الآيات العظيم (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) علق الأمر بالإيمان الإيمان بالله تعالى وبنصره وبمدافعته عن المؤمنين، وليبن الله تعالى أن من وراء هذه الهزيمة حكمة من الله ليعلم الذين آمنوا، ويتخذ منهم شهداء، ويمحصهم، ويمحق الكافرين، من هنا فإننا نقول يجب ألا نهون ونحزن ونيأس من روح الله ونصره، فما أصاب المسلمين من جرح فهو بحكمة من الله، فهل ياترى نأخذ هذا التوجيه الرباني بأن تقوى قلوبنا بالإيمان بالله واليقين بنصره وأن نستمسك بالعروة الوثقى ونعتصم بحبل الله جميعاً ونجتمع على راية الحق والجهاد، ونلح على الله تعالى ونتضرع ونستمر على مانحن عليه من الدعاء، ولنظن بربنا خيرا ولا نيأس من روح الله ولا نضعف ونستكين، وتأمل أيها المسلم أيات جاءت بعد الآيات السابقة، فقد قال الله تعالى بعدها (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين)، فهل كان حالنا مثل حال الأولين فاستغفرنا الله تعالى من ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وصححنا ما نحن عليه من قصور، وسألنا الله الثبات والنصر على الأعداء.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 12:37 ص]ـ

أرحب بالشيخ محمد الربيعة وفقه الله وأشكره على هذه الوقفات التي سوف تتالى كما وعدنا جزاه الله خيراً.

وما أحوجنا إلى التمسك بكتاب ربنا، والعض عليه بالنواجذ، ولا سيما في غمرة الفتن، التي عصفت بكثير من الناس. نسأل الله أن يثبت قلوبنا على الحق حتى نلقاه.

ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2003, 12:57 ص]ـ

آمل استمرار تلك المعالم

ولو بشيئٍ قليل من إحالةٍ على كلام السابقين أو المعاصرين

لتكتمل الفكرة ويتناسق المعنى

وشكراً للشخ محمد هذا اللفتة في الآيات واختيارها

ونحن بانتظار المزيد

ـ[محب الخير]ــــــــ[20 Apr 2003, 07:19 ص]ـ

إن المتتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يدرك تماما مدى الواقعية التي يعشها، وهذه هي السمة المميزة في دعوته وتربيته صلى الله عليه وسلم، وأحسب أن الشيخ الكريم أباعبدالله قد سار على هذا المنهج الرباني في أطروحته المباركة " معالم قرآنية في التعامل مع الواقع "، والتي آمل أن تكون بداية الانطلاق في طريق بيان وتوضيح وتفسير المزيد من المعالم القرآنية.

ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:57 م]ـ

الإشارة الثانية / في قول الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ويقول سبحانه (إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)

إننا يجب أن نرسّخ في قلوبنا في كل وقت وفي هذا الوقت خاصة ونحن نرى تسلط أعدائنا ونصرهم الظاهر ـ يجب أن نرسخ في قلوبنا ـ أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن قهره فوق كل قهر، وأن كيده فوق كل كيد، وأن أخذه للظلم أليم شديد، يجب أن نستيقن بأن مايقع لأعدائنا من التمكين إنما هو إملاء وإمهال واستدراج من الله تعالى، (وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، والله إننا لنظن بربنا عز وجل خيرا وهو حسبنا وناصرنا وحده، ونعلم أن ماتفعله دولة الكفر والصليب أمريكا اليوم من تسلط وهيمنة واستكبار في الأرض إنما هو سنة الله في استدراج الأمم الكافرة الظالمة، وأن مكرهم يقابله مكر الله، وأن كل مايقع لهم بعلم الله تعالى وأمره. فإذا أيقنا ذلك فلماذا تعظم في نفوسنا قوة الكفر، لماذا نرهب تلك الدولة الصاغرة الذلية عند الله، ونحن نؤمن بقوة الله تعالى وجبروته وقهره، لماذا نغفل عن سنة الله في الكيد والمكر والإمهال، لماذا ننسى أخذ الله للظالمين المستكبرين في الأرض، (حق على الله ماارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير