[لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن؟]
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 Jun 2003, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد
فقد سافرت بذكر المنتدى القوافل، وتغنت بذكره المحافل، وتراجع الحديث عنه قائل وقائل، فانشرحت صدور المحبين، وطابت نفوس الوادين، حين شب عن الطوق، وعجزت عن إدراكه النوق، ولو كان لها من الحطم السوق،
والنفوس التواقة، للخير مشتاقة، فلا ترضيها ما دون، ولو ركبت الشعاب والحزون،
وقد تغيبت عن المنتدى حينا، وأغمضت عنه عينا، وما بي قلة الأشواق، أو نجع الترياق، لكن شغلتني البصلات، عن المسائل المعضلات، والمنتديات النافعات، فأستغفر الله من ذنوب، أوقعتنا في العيوب،
فياليت شعري، ويا وجع صدري، من فوات الفوائد، وضيعة الشرائد،
فها قد قرت عيني بالإياب، وانفهقت نفسي لزوال الحجاب، فعدت للنادي ببضاعة البادي،
ولي بعد اقتراح، عسى الله أن يجعل له في قلوبكم الانشراح،
وهو أنكم تسمعون الحوادث والنوازل، وترون البواقع والقلاقل، وقد أصغى لها كل مسلم ليتا، ورفع ليتا،
وقد مرجت العهود، واختلطت البنود،
وتقاطرت الأنباء بالأدواء، وتصايحت الدهياء بالأنحاء،
فكل يوم من سبأ نبأ، ورحم الأحداث تلقح قبل رضع اللبأ،
وأهل القرآن هم جديل النكبات، وعذيق البليات، تبرأ الجرباء بهنائهم، ويصح السليم بدوائهم،
لكن أهل التفسير القواقل، في غمرة مطارحة المسائل، غفلوا أو تغافلوا، وتغاضوا وتجاهلوا، كأن الأمر لا يعنيهم، والسوق لا يغريهم،
فضربوا عن الأحداث صفحا، وعادت خيولهم على الوقائع رمحا،
فتيميون عند قضاء الأمور، مغيبون في الإيراد والصدور،
فهل كان كذلك الترجمان النبراس، أعنى الفتى ابن عباس، معرضا عن توضيح المعضلات، وتنزيل الأيات على الوقائع والمشكلات، وتنوير الدروب المدلهمات بآيات بينات،
أم تلك طريقة صاحب السواد، الهذلي السجاد العباد، إمام العلم والزهد، ابن ام عبد،
أم ذاك ديدن الأصحاب، من سمعوا التنزيل والكتاب،
وكيف كان الإمام شيخ الإسلام المفسر الفخم الهمام فتى حران، مفسر القرآن، وفارس الفرسان،
كيف خاض بسلاح الآيات المعامع، وركب بنور التنزيل إلى حاميات المجامع،
فاقتراحي وانشراحي، أن يكون للمنتدى سهم في توضيح معضلات العصر، ونقل عن الأئمة في مشكلات الدهر، أخاصة ما يهم الأمة في مجموعها، ويشغلها في غدوها ورجوعها، من تسلط الأعادي، وتشرذم النوادي، والفتن العوادي،
بتأصيل أصيل، وعلم نزيه جليل،
اتكاء على تفسير الأئمة للآيات، وإعمالا للقرآن في واقع الحياة،
فيا معاشر الأطباء، هاتوا لنا الدواء، وننزل من القران ما هو شفاء
اللهم صل على أبي الزهراء البتول، النبي الرسول، وعلى آله وأصحابه، ما تضيفت شمس للأفول،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 08:14 ص]ـ
بسم الله
الأخ الكريم عبدالله بلقاسم حياك الله بعد هذا الغياب الذي فقدناك خلاله.
ثم إن ما افتتحت به مشاركاتك في هذا الملتقى بعد هذا الغياب - وهو هذا الاقتراح الوجيه، والرأي السديد - يدل على ما وراءه من الحرص على علاج مشاكل أمتنا، والمساهمة في إصلاح ما وهى من بنيانها؛ فشكر الله لك هذا الاقتراح، وهو محل اهتمام المشرفين والأعضاء الكرام.
وأذكر بهذه المناسبة أن العلامة الشنقيطي رحمه الله ذكر أن القرآن الكريم يشتمل على حلول كل المشاكل، وعلاج كل الأمراض بما يهدي إليه من الطريقة القويمة، ويدعو إليه من العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة. ففيه بيان كل ما تحتاجه الأمة، وتفصيل كل ما فيه صلاحها وقيامها.
ذكر ذلك بتوسع وتفصيل عند كلامه عن قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ... ) في سورة الإسراء.
فلعل من كان لديه متسع من الوقت، وعنده حرص على إفادت إخوانه أن يذكر لنا بعض القواعد والأصول المهمة التي نبه عليها رحمه الله في كتابه الذكور أعلاه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزقنا حسن الفهم لكتابه الكريم.
وبالمناسبة، لقد ذكر الدكتور محمد صفاء الحقي اقتراحاً قريباً من اقتراحك أخي عبدالله؛ فانظره غير مأمور هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=408)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2003, 02:18 م]ـ
حياكم الله أخي العزيز عبدالله وأشكرك على عودتك
وأما ما أشرت إليه فأتفق معك فيه، وهناك مشاركات ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، ولكن في هذا الزمن الذي أصبح يتحدث الصحفيون فيه عن الأمور العظيمة، ويخرج عليك كل يوم من يتسمى بالمحلل الاستراتيجي، والخبير الاستراتيجي، والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، وغيرها من العبارات توارى حامل القرآن - للأسف - خلف الأضواء بحجج كثيرة بعضها مقنع وكثير منها ضعيف. وأرى منهم الآن عودة صادقة لممارسة دروهم الذي يجب أن يقوموا به ولا بد، وإذا تولى أهل القرآن عن قيادة الناس وتوجيههم، فسيقوم بالمهمة غيرهم والله المستعان، ولم يعد هناك قبول للمبررات التي تبرر القعود للعلماء وأهل الخير في هذا الزمن العصيب الصعب.
أشكرك أخي الكريم، وأرجو أن نرى مشاركات تثلج الصدر، وجهوداً تفرح المؤمنين بإذن الله، والطريق طويل، والمشروع عظيم، ولا بد من بذل الجهد، والصبر الطويل، والله يحب الصابرين.
¥