[التفسير الكبير للفخر الرازي المسمى (مفاتيح الغيب)]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 May 2003, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير الكبير للفخر الرازي من أوسع كتب التفسير، وقد حشاه مؤلفه بمباحث كثيرة جدًا تخرج به عن التفسير، حتى قيل فيه: فيه كل شيء إلا التفسير، وهذا من باب المبالغة لكثرة ما فيه من المباحث التي هي خارجة عن صلب التفسير، بل قد تكون ليست من علوم الشريعة.
والكتاب يُعدُّ من مراجع التفسير الكبيرة، وفيه فوائد كثيرة، ومسائل علمية نادرة، لكن لا يصلح أن يقرأ فيه إلا من كان عارفًا بعلم الاعتقاد، وضابطًا لعلم التفسير ليعرف كيف يستفيد منه.
وقد استفاد الرازي من كتب التفسير التي قبله، خصوصًا كتب المعتزلة، وقد يذكرها لينقدها، لكنه كما قيل: يورد الشبهة نقدًا، ويردها نسيئة. فهو قويٌّ في عرض الشبه، ضعيف في ردِّها.
ومن أعلام المعتزلة الذين نقل عنهم: قطرب (ت: 206)، وأبو بكر الأصم، والجبائي (ت: 303)، والكعبي (ت: 319)، وأبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني (ت: 322)، والزمخشري (ت: 538).
وقد جعل العقل حجة عنده، فتراه يقدمه على النقل بدعوى التعارض بينهما، بل تراه يستخدمه في مجالات لا يُقبلُ فيها نقد العقل، كبعض الأحاديث الصحيحة الواردة في حق بعض الأنبياء، فهو يفندها من جهة العقل فحسب.
وقد استفاد في الوجوه البلاغية من تفسير الزمخشري على وجه الخصوص، لذا تراه يشقِّق سطرًا مضغوطًا بالمعلومات عند الزمخشري فيجعله في مسائل يبسط فيها البحث.
ومما ظهر في كتابه غير الأمور العقلية والفلسفية وبحوث العلوم التجريبية ما يأتي:
1 ـ الاعتناء بعلم المناسبات.
2 ـ الاستنباط في جميع المجالات.
3 ـ ذكر الملح واللطائف التفسيرية.
4 ـ العناية بجانب البلاغة القرآنية.
وهذا الكتاب من الكتب التي تحتاج إلى الاختصار الذي يقرِّبها للقارئ، ويبعد ما فيها من الاستطرادات العلمية التي لا تفيد جمهور القراء، والتي قد تكون مخالفة للاعتقاد. والله الموفق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2003, 11:03 م]ـ
بسم الله
ما ذكره شيخنا أبو عبدالملك من حاجة تفسير الرازي إلى اختصار صحيح، وله أهمية عند المتخصصين.
وقد رأيت اختصاراً له في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض بعنوان:تهذيب مفاتيح الغيب للرازي لحسن بركة الشامي.ويظهر أن هذا المهذب من الشيعة -أو من المتعاطفين معهم - والله أعلم.
قال في مقدمة تهذيبه:
(منهجنا في التهذيب
ان منهجية الامام فخر الدين الرازي في كتابة تفسيره، جعلت عملية اختصاره مسألة غير يسيرة. فهو يُقسم الآية الى قطع صغيرة او كلمات مفردة، ثم يشرع في تفسيرها بطريقة الابحاث المستقلة، حيث يجعل لكل بحث او موضوع مسألة او عدة مسائل. ثم يبدأ في التفريع لكل مسألة، وقد يذكر وجوهاً ويرد عليها بعدة اقوال وآراء، وهكذا يتشعب حديثه عن جملة واحدة من الآية القرآنية واحياناً عن كلمة واحدة منها الى شعب عديدة.
ورغم اننا تحدثنا سابقاً عن هذه المنهجية، الا اننا نرى من الضروري ان نرسم للقارىء الكريم صورة توضيحية لمخطط المعالجة التفسيرية عند الرازي، وذلك باختيار النموذج التالي: في قوله تعالى: (وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني ... ) (البقرة: 31).
الآية فيها مسائل:
المسألة الاولى: فيها ثلاثة امور.
المسألة الثانية: فيها وجهان:
الوجه الثاني: فيه قولان.
المسألة الثالثة:
المسألة الرابعة: فيها وجهان:
الوجه الثاني: فيه ثلاثة وجوه.
المسألة الخامسة: فيها اربعة وجوه.
المسألة السادسة: فيها ثلاثة اقسام: الكتاب والسنة والمنقول:
اما الكتاب: ففيه وجوه:
الاول: فيه اربعة اوجه.
الثاني:
الثالث:
الرابع: فيه اربعة اصناف.
الخامس: فيه خمس مناقب.
اما الاخبار: ففيها (13) وجهاً. ثم يلحق بها الآثار ويقسمها الى (24) وجهاً. يتفرع بعضها الى فروع.
وقد شغلت المسألة السادسة لوحدها عشرين صفحة من تفسيره، كانت حافلة بالتفريعات والتقسيمات الرئيسية والثانوية، بحيث يجد القارىء صعوبة في استيعاب العناوين الاصلية للبحث.
¥