[أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام .. من سورة ص فقط]
ـ[فرحان العطار]ــــــــ[10 Jun 2003, 05:24 م]ـ
1 - أن الله يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اخبار من قبله، ليثبت فؤاده، و ليطمئن نفسه، و يذكر له من عبادتهم وصبرهم و انابتهم ما يشوقه الى منافستهم، والتقرب الى الله الذي تقربوا له والصبر على اذى قومه، و لهذا - في هذا الموضع - لما ذكر الله ما ذكر من اذية قومه و كلامهم فيه و فيما جاء به اوره بالصبر وان يذكر عبده داود فيتسلى به.
2 - و منها ان الله يمدح و يحب القوة في طاعته، قوة القلب و البدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة و حسنها و كثرتها، مالا يحصل مع الوهن و عدم القوة، و ان العبد ينبغي له تعاطي اسبابها، و عدم الركون الى الكسل و البطالة المخلة بالقوى المضعفة بالنفس.
3 - و منها ان الرجوع الى الله في جميع الأمور من اوصاف انبياء الله و خواص خلقه، كما اثنى الله على داود و سليمان بذلك، فليقتد بهما المقتدون، و ليهتد بهداهم السالكون (اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده) ا. هـ من قوله تعالى لكل منهما (إنه اواب) اي رجاع الى الله في جميع الأمور 4 - ومنها ما اكرم الله به نبيه داود من حسن الصوت العظيم، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم، و الطيور البهم، يجاوبنه اذ رجع صوته بالتسبيح، و يسبحن معه بالعشي والاشراق.
5 - و منها ان من اكبر نعم الله على العبد ان يرزقه العلم النافع، و يعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله على عبده داود عليه السلام.
6 - و منها اعتناء الله بأولياءه و اصفياءه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته اياهم و ابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، و يعودونبه الى اكمل من حالتهم الأولى، كما جرى لداود و سليمان عليهما السلام.
7 - و منها ان انبياء الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى لأن مقصود الرسالة لا يحصل الا بذلك، وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم و يبادرهم بلطفه سبحانه و تعالى
8 - و منها ان داود عليه السلام كان في اغلب احواله لازما لمحرابه لخدمة ربه، لهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان اذا خلا في محرابه لا يأتيه احد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل قد جعل له وقتا يخلو فيه بربه، و تقر عينه بعبادته، و تعينه على الاخلاص له في جميع الأمور.
9 - و منها انه ينبغي الأدب في الدخول على الحكام و غيرهم، فإن الخصمان لما دخلا على داود في حالة غير معتادة فزع منهم، وا اشتد ذلك عليه، و رآه غير لأئق بالحال.
10 - و منها انه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء ادب الخصم و فعله ما لا ينبغي.
11 - و منها جواز قول المظلوم لمن ظلمه " انت ظلمتني " او " يا ظالم " و نحو ذلك او " باغ علي " لقولهما (خصمان بغى بعضنا على بعض)
12 - و منها ان الموعوظ و المنصوح و لو كان كبير القدر جليل العلم، إذا نصحه احد او وعظه، لا يغضب ولا يشمئز، بل يبادر بالقبول والشكر، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب، و لم يثنه ذلك عن الحق، بل حكم بالحق الصرف.
13 - و منها: ان المخالطة بين الأقارب و الأصحاب، و كثرة التعلقات الدنيوية المالية، موجبة للتعادي بينهم، و بغي بعضهم على بعض، و انه لا يرد عن ذلك الا استعمال تقوى الله عز وجل، والصبر على الأمور، بالإيمان والعمل الصالح، وان هذا من اقل شيء في الناس.
14 - و منها ان الاستغفار و العبادة، خصوصا الصلاة من مكفرات الذنوب، فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره و سجوده.
15 - و منها إكرام الله لعبده داود و سليمان بالقرب منه، و حسن الثواب، ولا يظن ان ما حصل لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى، و هذا من تمام لطفه بعباده المخلصين، انه إذا غفر لهم و أزال اثر ذنوبهم، أزال الآثار المترتبة عليه كلها، حتى ما يقع في قلوب الخلق، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم، و قع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى، فأزال الله تعالى هذه الآثار، و ما ذاك بعزيز على الكريم الغفار.
¥