[التجديد في علم التفسير]
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 12:16 م]ـ
طرح موضوع التجديد في التفسير في الآونة الأخيرة كتأسيس للطرح الجديد الذي أتى به رواد ما عرف فيما بعد بمدرسة التجديد في التفسير وعلى رأسها محمد عبده ورشيد رضا والمراغي (مدرسة المنار) وصار هذا المصطلح مشجابا لكل قول جديد ليس له سلف.
وأرى أن هذا الممصطلح لابد من وضع مفهوم حدي منضبط له من قبل أهل العلم والاختصاص في التفسير
لئلا يختلط بمفاهيم أخرى تؤثر على الفهوم الأصيلة للقرآن وقواعد تفسيره.
فإذا كان التجديد مصطلحا مسلما به جاءت به السنة الصحيحة (يبعث الله لهذه الأمة ........ ) فكيف تجريده تفسيريا؟
أطرح هذه الإشكالية لأني رأيت في كل من كتب، أو أشار إلى قضية التجديد التفسيري كالدكتور محمد إبراهيم الشريف، وأمين الخولي، وزوجته بنت الشاطئ أرَّخوا للتجديد بدءاً من خروج المنار إلى النور.
والأخطر من هذا هو انصراف ذهن كثير من المفكرين بل وبعض الشرعيين حين يٌذكر مصطلح التجديد التفسيري إلى مدرسة المنار والأخطر من كل ما مضى هو ما لزم عن ذلك القول بأن التفسير قبل القرن الماضي كان جامداً لا يساير جديد الحياة وتطوراتها، وقد تزعم هذا القول كما هو معروف الشيخ الذهبي، وللأسف نسج على منواله كثير من الباحثين كالدكتور عدنان الزرزور وغيره، وكأن التفسير كان في نفق مظلم ولم يخرج إلى النور إلا بفضل رجال مدرسة المنار.
ومعلوم عند كل ذي بصيرة ربانية أن وجه الجدة (وليس التجديد) عند المناريين هو فقط الأبحاث الاستطرادية التي ضمنوها تفاسيرهم، مع بعض الآراء الجديدة التي صارت فيما بعد سلفاً لكل من أرد أن يقول برأيه في القرآن.
إذاً السؤال - أيها الاخوة - هو ما التجديد التفسيري؟ وما هو مفهومه وما هي ضوابطه؟
وهل القول بأن مدرسة المنار هي المجددة قولٌ مُسلَّم؟
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 01:30 م]ـ
أخي الكريم الدكتور القميحي وفقه الله
موضوع (التجديد في علم التفسير) موضوع جدير بالعناية والتمعن، وقد هممت من قبل أن أطرحه في الملتقى، ثم آثرت التريث قليلاً حتى تكتمل الصورة، وحتى لا نثقل على الأعضاء بكثرة الموضوعات المطروحة، مما يؤدي إلى عدم أخذها حقها من النقاش والبحث.
أما وقد تكرمت بطرحه وفقك الله، فأحب أن أشكرك أولاً على ذلك، وأحب أن أسأل عن كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف الذي تحدث فيه عن التجديد في التفسير. أما كتب الدكتور أمين الخولي وزوجته بنت الشاطئ رحمهما الله، فهي معروفة.
وأرجو من الإخوة المشاركة في موضوع التجديد في التفسير مشاركة مركزة منصفة، حيث إنه موضوع يستحق ذلك، مع عدم إعطاء أي حكم مسبق عن التجديد، والنظر إليه من زاوية واحدة، فربما يحمل ذلك الكثير إلى الإعراض عن المناقشة من البداية. وليكن الطرح أولاً عبارة عن تأريخ لموضوع التجديد، وتعريف به، وتحديد لمعالمه. ثم بعد ذلك يمكن تصور بقية الفقرات.
وللدكتور مساعد الطيار حفظه الله المشرف على الملتقى نظرات متميزة في هذا الباب وفي غيره، فلعله يشاركنا في هذا الموضوع، والأمر مفتوح للنقاش حسب الأوقات المتاحة للأعضاء الكرام وفقهم الله.
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 08:12 م]ـ
الاخ الفاضل الشهري
اشاركك هذا الهم فإن قضية التجديد في علم التفسير من القضايا الفقيرة التي تحتاج إلى دراسات علمية رصينة وأقترح عليكم ان تكون موضوعا لحلقة نقاشية من حلقات منتداكم المبارك وهي بحاجة الى ان يدلي أهل الاختصاص فيها برأيهم ثم يخرج به إصدار علمي يضع الحد الادنى لمفهوم التجديد التفسيري.
كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف كتاب مغمور وفيه فائدة وإن كان لا يخلو من نظر وملاحظات لكنه في الجملة كتاب جيد وهو بعنوان (اتجاهات التجديد في مصر في العصر الحديث) وقد لاحظت في الكتاب قوة العبارة وسهولتها وجزالة الألفاظ ودقتها
وحديث الرجل عن التجديد كان يشوبه العموم ويغلب عليه التأثر الشديد برجال مدرسة المنار شانه في ذلك شان كل معاصريه ولم اجد فيه قواعد استطيع الوقوف عليها او حتى الانطلاق منها فيما يخصص وضع ضوابط للتجديد التفسيري
المهم يا شيخنا الفاضل
ارى انه من الضروري - من وجهة نظري - ان نعمل في الفترة القادمة على تأصيل هذا المفهوم كمرحلة اولى ثم نقوم الجهود السابقة التي حاولت ان تضع ملامح لقضية التجديد التفسيري دون إفراط او تفريط ومن غير تحامل ولا مجاملة.
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، ونرجو بإذن الله أن يتاح لنا في هذا الملتقى النقاش حول الموضوع ببحوث جادة، تتسم بالاستقراء الواسع، والإنصاف لكل صاحب جهد مؤثر، ورأي سديد، وهذه دعوة للزملاء أعضاء الملتقى للنظر في هذا الموضوع مستقبلاً، والوقوف عند الشخصيات ذات الرؤية والأثر التجديدي في هذا العلم.
¥