[تفسير القرآن بالقرآن (1)]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 May 2003, 05:41 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا بحث في تفسير القرآن بالقرآن وقد تناولته من خلال تسعة محاورٍ هي كالتالي:
1 - أهميته.
2 - تعريفه.
3 - طريقة الوصول إليه.
4 - حجيته.
5 - مصادره.
6 - ما يطلب من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن.
7 - معتمد الربط بين الآيات.
8 - أقسام القرآن من جهة البيان.
9 - أوجه تفسير القرآن بالقرآن.
وهذا أوان الشروع بالمقصود والله الموفق.
المحور الأول: أهميته:
لقد تكفل الله سبحانه وتعالى ببيان القران وتفصيله وإيضاحه قال تعالى "وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون " وقال سبحانه " قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون "، ومن بيان القران ماجاء في القران نفسه إذ أن تفسير القرآن بالقرآن من أصح طرق التفسير كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وقال ابن القيم " وتفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير " ولا عجب في ذلك لأن قائل الكلام هو أدرى بمعانيه وأهدافه ومقاصده من غيره وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات بآيات أخرى إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية هذا العلم ونقل عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من ذلك الشيء الكثير وفي ذلك دليل على أهمية هذا الطريق من طرق التفسير ولذا لا يجوز الانتقال من هذه المرحلة إلى غيرها إذا صح شيء من ذلك، فالناظر في القرآن يشاهد أن فيه الإيجاز والإطناب وفيه الإطلاق والتقييد والعام والخاص ولذا كان لزاماً على من أراد أن يخوض غمار التفسير أن يبدأ قبل كل شيء في جمع كل ما تكرر من ذكر الحادثة أو القصة ويقابل الآيات بعضها ببعض ليستعين بما جاء مسهباً على معرفة ما جاء موجزاً ويفهم ما جاء مبهماً بواسطة ما جاء مبيناً وهكذا وبهذا يكون قد فسر القرآن بالقرآن.
2 - تعريفه:
لم يعرف هذا المصطلح تعريفاً دقيقاً وكل من عرفه إنما يعرفه بذكر بعض أنواعه كشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله والذي أراه أن تفسير القرآن بالقرآن يمكن تعريفه بتعريف التفسير إذ إنه جزء منه يقيد فيه فقط وبما أ ننا نعرف التفسير بالبيان فتعريف تفسير القرآن بالقرآن.
هو: بيان القرآن بالقرآن.
ثم أنه ينبغي ألا نحصر البيان بالبيان اللفظي فقط فهذا نوع من أنواع البيان بل ينبغي أن نقول إن مقصدنا هو مطلق البيان فمتى استفدنا بيان آيه من آيه أخرى فهو داخل في هذا النوع من التفسير ويدل عليه صنيع من استخدم هذا الطريق كما سيأتي في مبحث معتمد الربط بين الآيات.
3 - طريقة الوصول إليه: له طريقان:
الأول:الوحي وله صورتان: 1 - ما جاء صريحاً وواضحاً في القرآن نفسه كمثل: " وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب ".
2 - ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب. الثاني: الرأي والاجتهاد فقول المفسر هذه الآية تفسرها هذه الآية هو من قبيل الاجتهاد ثم يخضع هذا الاجتهاد للنظر والمناقشة ولا يشكل على ما قلت نقل تفاسيرهم فهذا باب آخر وإنما أقصد أن معتمد ربط المفسر بين الآيتين إنما هو عن طريق الفهم وإعمال الذهن والله أعلم.
4 - حجية تفسير القرآن بالقرآن:
أقصد بهذا المبحث أنه هل يعني قولنا إنه أصح طرق التفسير أنه يقبل مطلقاً فربما يفهم أحد من هذه العبارة ذلك والواقع خلاف ذلك إذ لا نقول بحجيته مطلقاً ولا نرده مطلقاً بل له أحوال ترجع إلى من قام بالتفسير:
فإن كان المفسر هو النبي صلى الله عليه وسلم وصح ذلك عنه فهو حجة لأنه وحي قال تعالى "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "
وإن كان المفسر هو الصحابي فيجري عليه ما يجري في حكم تفسير الصحابي وكذا التابعي لأن تفسير القرآن بالقرآن نوع من التفسير وجزء منه ولذا نجد ابن جرير رحمه الله يخالف مجاهداً عندما فسر قوله تعالى "ثم السبيل يسره " بقوله تعالى "إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً " إذ قال وأولى التأويلين بالصواب قول من قال ثم الطريق وهو الخروج من بطن أمه يسره ..... لأنه أشبهها بظاهر الآية (1).
5 - مصادر تفسير القرآن بالقرآن:
عند التأمل يظهر أن لتفسير القرآن بالقرآن أربعة مصادر:
الأول: التفسير النبوي: وهو أعلى مصادر تفسير القرآن بالقرآن ومن أمثلته:
¥