تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير]

ـ[أبو مسفر]ــــــــ[20 Jun 2003, 05:57 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن، ولكن لدي عقل راجح مثلاً.

ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن؟

ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها؟

وتفسير الشعراوي فيأي خانة نضعه؟

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 06:01 م]ـ

للتذكير بالسؤال وطلب الإجابة عليه لأهميته. أرجو المشاركة.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 May 2004, 10:50 م]ـ

أخي الكريم في سؤالك عدد من النقاط أقسمها وأتحدث عنها على حدة:

الأولى: قولك: ((عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن، ولكن لدي عقل راجح مثلاً)

أولاً: لا يمكن أن تمنع نفسك من بادي الرأي الذي يظهر لك أثناء قراءتك لكتاب الله سبحانه، وهذا القدر لست مؤاخذًا به، لأنه لا يمكنك الانفكاك عنه.

ثانيًا: أن تتبنَّى هذا الرأي دون أن ترجع إلى العلماء ليصحِّحوا لك ما ظهر لك من التفسير أو الاستنباط، فالبِدار بالقول ببادي الرأي وتبنيه ونشره وحالك ـ كما قلت ـ: أنك عاميٌّ ليس لديك علم ولا معرفة، فإن هذا من القول على الله بغير علم، وهو من الكبائر التي نهى الله عنها في قوله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينَزِّل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف: 33). فانظر كيف قرن القول عليه بغير علم مع هذه الكبائر خصوصًا الشرك بالله.

ومن هذه الآية تعلم خطر القول على الله بغير علم، وأنت قد نصصت على ذلك، والعلم أصل أساس في القول بالرأي المحمود، ولا يكفي في ذلك العقل، لأن العقل غير المنضبط بالشرع لا يهدي للصواب دائمًا، وإن وقع منه في بعض الأحيان.

وبمناسبة ذكر العلم والعقل، ومن باب تمليح الكلام استطرد في ذكر مناظرة أقامها شاعر بين العلم والعقل فقال:

علم العليم وعقل العاقل اختلفا=من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا؟

فالعلم قال: أنا أحرزت غايته =والعقل قال: أنا الرحمن بي عُرِفا

فأفصح العلم إفصاحًا وقال له:= بأيِّنا الله في فرقانه اتَّصفا؟

فبان للعقل أن العلم سيدُه = فقبَّل العقلُ رأس العلم وانصرفا

ثانيًا: قولك: ((ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن؟))

فإن جواب سؤالك في سؤالك، فما دمت تحكم بقصور معلوماتك، فليس لك أن تفسر القرآن، ثم هل أنت ملزم بأن تستخدم عقلك في التفسير وهذا حالك؟

أرى أنك لست ملزمًا، بل عليك الرجوع إلى أهل العلم، والقراءة في كتب التفسير لتتبصر بما قاله أهله.

والعقل وحده لا يكفي في تفسير القرآن، ولا يمكن أن يستقل به دون المصادر الأخرى التي يعتمد عليها من يريد أن يفسر القرآن برأيه.

وحال هذا كحال رجل يدِّعي الطبَّ ويداوي الناس، فقد يصيب شيئًا، لكن أخطاءه وطوامَّه أكثر من إصابته للحق.

وهذا إذا كان غير مرضيِّ في علوم البشر، فما بالك بعلم يتعلق بالله سبحانه؟ وهو بيان مراد الله بكلامه.

ثالثًا: قولك: ((ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها؟))

أطلق مصطلح المدرسة العقلية على مجموع المتكلمين الذين يستخدمون عقولهم دون الاعتماد على النصوص، وقد صار يطلق على وجه الخصوص على المعتزلة قديمًا، ثمَّ على محمد عبده ومن سار على نهجه حديثًا.

ونسبتهم إلى العقل اصطلاحٌ، وإلا فالعقل الصحيح ليس معهم، بل معهم العقل المجرَّدُ، أو العقل المعتمد على مصادر غير إسلامية، كالمنطق والفلسفة وأفكار الحضارة الغربية وغيرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير