تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب من كتب التفسير؟]

ـ[المتفقه]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل سنوات دخلت أحد المساجد فوجدت كتاب (في ظلال القرآن) لصاحبه سيد قطب فتصفحت بعض الأجزاء منه فظهر لي أنه كتاب لغة و خواطر أدبية أكثر منه كتاب تفسير ـ هذا في أول الأمر ـ.

و بعدها وقع بين يدي كتب أخرى تنتقد هذا الكتاب و تبين ما فيه من أخطاء و انحرافات فعجبت أشد العجب.

و في كل مرة أقول أرجو أن يوفقني الله لأطرح على أهل الاختصاص هذه الكلمات و انتظر جوابا لما حصل لي من تعجب.

فأرجو من أهل الاختصاص أن يبينوا لي من وجهة علمية صرفة حقيقة الأمر يعني أريد نقدا علميا لكتاب (في ظلال القرآن الكريم) لصاحبه سيد قطب ـ رحمه الله ـ

و السلام عليكم

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2003, 04:50 م]ـ

أخي الكريم المتفقه وفقه الله

نعم، يعتبر كتاب (في ظلال القرآن) للأستاذ سيد قطب - رحمه الله رحمة واسعة - من كتب التفسير الجيدة التي كتبت في العصر الحديث، ويعد مع كتاب أضواء البيان، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور من أفضل ما كتب في العصر الحديث في تفسير القرآن الكريم، مع اختلاف مناهج الكتب الثلاثة.

وكتاب في ظلال القرآن يقع في ثمانية مجلدات، وله قبول وشهرة واسعة بين طلاب العلم وغيرهم، ويعتبر من اكثر الكتب طباعة في العصر الحديث، حيث قد طبع على ضخامته أكثر من ثلاثين طبعة، وطبعات أخرى غير مصرحة من قبل أهل الحقوق.

وقد انتقد المؤلف في بعض المسائل التي في كتابه كغيره، فلم يسلم أحد من الوقوع في الخطأ لا في القديم ولا في الحديث، والإنصاف عزيز.

والمؤلف رحمه الله يأتي أولاً بظلاله في مقدمة السورة لتوضيح أهدافها ومقاصدها، ثم يشرع بعد ذلك في التفسير، ذاكراً المأثور الصحيح، ومشيراً إشارة عابرة إلى بعض النواحي البلاغية، وكثيراً ما كان يربط بين الآيات القرآنية والواقع الحياتي الذي نحياه اليوم.

وقد ذكر الدكتور صبحي الصالح عن الكتاب (أن الغرض منه تبسيط المبادئ القرآنية للنشء، فهو إلى التوجيه أقرب منه إلى التعليم).

وهناك من زعم أن هذا كتاب أدب، وأنه بأسلوب أدبي إنشائي، وأنه يستعمل عبارات لا يجوز استعمالها في التفسير كموسيقى الآيات ونحو ذلك، وكل هذا يقال على سبيل التنقص والسخرية منه رحمه الله.

ولكن المتأمل للكتاب، يجد فيه علماً، واستنباطات لم يقع عليها من سبقه، وقد انتفع به خلائق لا يحصون، وبقي هذا الكتاب ولله الحمد منهلاً عذباً، يقرأ فيه المسلم فيجد فيه روحاً صادقاً، وتأملاً مع معاني كلام الله سبحانه وتعالى لا يجدها عند غيره، واقرأ إن شئت تفسيره لسورة الأنفال، واقرأ تفسيرها لغيره وانظر بعد ذلك.

وقد ذهب مؤلفه رحمه الله وغفر له إلى ربه، ونسأل الله أن يتقبله في الشهداء.

مع العلم أن التنقص للآخرين، وغمزهم ليست من صفات النبلاء ولا من مناهجهم، لا في القديم ولا في الحديث.

فانتفع - أخي الكريم - بالكتاب، وادع لمؤلفه بالرحمة، وإن وقعت فيه على ما تظنه مخالفة فاستغفر له رحمه الله، وخذ من كل شيء أحسنه.

ـ[المتفقه]ــــــــ[01 Jun 2003, 05:05 م]ـ

بارك الله فيك و وفقك

أخي الفاضل عبد الرحمن، الذي أعلمه أن الذين انتقدوا كتاب سيد قطب ـ رحمه الله يعتبرون من أئمة الدين في هذا العصر ـمثل سماحة الشيخ ابن باز و العثيمين و الألباني و الوادعي و عفيفي و حمود التوجري و غيرهم ـ رحمهم الله ـ، فقولك أخي ـ رعاك الله و سدد للحق خطاك ـ: (مع العلم أن التنقص للآخرين، وغمزهم ليست من صفات النبلاء ولا من مناهجهم، لا في القديم ولا في الحديث)

هو طعن في انتقاد هؤلاء الذين ذكرتهم.

أرجو التوضيح و إزالة البس الذي يكتنفني، و جزاكم الله خيرا

ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[01 Jun 2003, 05:35 م]ـ

الحمد لله، وبعد:

أولا: قبل الدخول في الموضع أشكر أخي الكريم (المتفقه) شكرا وافرا متكاثرا، لأنه لم يستعجل في الحكم على المؤلف ـ رحمه الله ـ لمجرد بعض الكتب التي ألفت في انتقاده ـ رحمه الله ـ، وهذا يدل على تأن محمود وخلق رفيع، أسأل الله أن يجمعنا جميعا في مستقر رحمته.

وأقسم بجلال الله وعزته لو أننا تأنينا في إصدار الأحكام على الأشخاص وخصوصا في هذا الزمن، لتلاشت الكثير من المشاكل، ولكن الله المستعان على كل حال.

ثانيا: بالنسبة لتفسير الأستاذ سيد قطب الموسوم بـ (في ظلال القرآن) فمن أفضل من كتب في تقييمه تقييما موجزا، فضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني، حيث قال في كتابه ((اقرأ باسم ربك)):

" ومن مميزاته:

1/ أنه يربط علم الواقع بالقرآن.

2/ أنه يتحدث عن الوقائع العصرية التي جدت.

3/ أنه كتب (بضم الكاف) * بيد رجل أديب يسيل قلمه روعة ورشاقة.

ومثل هذا تجده في سورة الغاشية عند قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت)

4/ أنه رجل عرف الكفر عن كثب، ودخل أمريكا، ورأى المجتمعات الجاهلية، وقرأ كتبهم، ثم أتى يكتب من مركز قوة.

المؤاخذات عليه:

1/ أنه تلعثم في بعض آيات الصفات، ولا تؤخذ العقيدة منه، ولو أنه من أهل السنة والجماعة الذين ندعو لهم بكل خير ورحمة، ونسأل الله لهم النجاة.

2/ أنه يقتضب في بعض الآيات التي تحتاج إلى بسط، ويسهب في بعض الآيات التي تحتاج إلى اقتضاب.

وحبذا لو أنه خرج الأحاديث التي يوردها، ولكنه يعتمد كثيرا على زاد المعاد، وعلى تفسير ابن كثير.

وقد ألف الشيخ عبدالله بن محمد الدويش ـ رحمه الله ـ كتاب ((المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال))، حبذا لو رجع إليها "انتهى كلام الشيخ عايض.

وأعتقد أني رأيت كتابا لتخريج أحاديث الظلال إن لم تخني الذاكرة.

* من كيسي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير