[الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل]
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Jun 2003, 06:14 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد أشار عليّ أخونا ومشرفنا الشيخ / أبو مجاهد العبيدي، بمراجعة هذه المسألة، وإشارته أمر، وإنني أشكره بهذه المناسبة على حضوره المتوقد في هذا المنتدى بهذا الكم والكيف من المشاركات والبحوث والفوائد، بحيث إن الوقت يضيق عن متابعتها فضلا عن إعدادها وكتابتها، فأسأل الله أن يبارك في وقته وعلمه وولده.
وأما مايتعلق بالمسألة، فأقول وبالله التوفيق:
ورد في هذه المسألة التي سأل عنها السائل مايلي – حسبما وقفت عليه -:
1 - مارواه إسماعيل بن رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي من فتنة الدجال، ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء ".
وهذا الحديث أخرجه ابن الضريس في (فضائل القرآن) ص160 قال: أخبرنا يزيد بن عبدالعزيز ثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع فذكره.
وهو بهذا الإسناد ضعيف جدا للعلل الآتية:
أ- ضعف إسماعيل بن رافع كما عليه جمهور الأئمة، بل ذهب النسائي والدارقطني إلى أنه: متروك. انظر: تهذيب الكمال 3/ 85
ب-الانقطاع بين إسماعيل وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فإسماعيل بن رافع من الطبقة السابعة وهم كبار أتباع التابعين – حسب اصطلاح الحافظ في التقريب – فيكون الحديث على هذا معضلا حسب اصطلاح المحدثين.
قال الحافظ في النخبة:" والسقط إما أن يكون من مبادئ السند من مصنف أو من آخره بعد التابعى أو غير ذلك، فالأول: المعلق، والثاني: المرسل، والثالث إن كان باثنين فصاعدا مع التوالى فهو: المعضل وإلا فالمنقطع "
فتكون قد سقطت حلقة التابعي والصحابي من السند.
ج - إسماعيل بن عياش الحمصي الشامي، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، وشيخه في السند إسماعيل بن رافع وهو مدني.
ويزيد بن عبدالعزيز لم يذكر فيمن روى عن إسماعيل بن عياش – كما في تهذيب الكمال – فينظر في حاله.
والحديث عزاه الغافقي في (لمحات الأنوار) 2/ 803 إلى (رغائب القرآن) لأبي مروان عبدالملك بن حبيب السلمي، فمن يعرف هذا الكتاب فليفدنا به.
2 - عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الأجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء؟ "قالوا: بلى يا رسول الله، قال:" سورة أصحاب الكهف ".أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 5/ 356.
3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له رجل: إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم، فقال: " إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي .. إلى آخر السورة، فإن الله تعالى يوقظك متى شئت من الليل ".ذكر هذا القرطبي 11/ 72 وعزاه إلى الثعلبي.
4 - عن زر بن حبيش – من كبار التابعين 81هـ - قال:"من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل قامها" أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص246 والدارمي رقم (3406) وابن أبي الدنيا في كتاب (التهجد وقيام الليل) ص 370 رقم (318). وفي سنده محمد بن كثير الصنعاني متكلم فيه.
هذا ماتيسر، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2003, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالعزيز على هذه الفوائد النفيسة، والإجابات النافعة. ومثل هذه الفوائد مما يسافر له. وفقك الله ونفع بك.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Jun 2003, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل الباتلي , وأكثر من أمثالك ,
وكم أتمنى أن تلتفت أخي الحبيب إلى جانب الأسانيد والروايات التي يُسأل عنها في الملتقى , لتتكامل الفائدة المرجوة فيه , وليستغني به من وقف عليه , ولك منا جميل الثناء وصالح الدعاء.